المغرب فاس عادل البكل
يعرف جامع القرويين بـ “جامع الجامعة” ويقع فى مدينة فاس، تأسس على يد، فاطمة الفهرية، وهى ابنة تاجر ثرى اسمه محمد الفهرى عام 245 هـ الموافق 859 م، حيث وهبت كل ما ورثته لبناء المسجد، واستمر بناء الجامع 18 عاما، حيث ساهمت فاطمة فى هندسته ومعماره قبل وفاتها، كما شيدت شقيقتها مريم الفهرى جامع “الأندلس” بنفس المدينة.
لا تزال الصومعة المربعة الواسعة فى المسجد قائمة إلى الآن، وتعد أقدم منارة مربعة فى بلاد المغرب العربى.
قام المرابطون بإجراء إضافات على المسجد فغيروا من شكله الذى كان يتسم بالبساطة فى عمارته وزخرفته وبنائه إلا أنهم حافظوا على ملامحه العامة.
أبرز ما تركه المرابطون فى المسجد هو المنبر الذى لا يزال قائما إلى اليوم، وبعد المرابطين قام الموحدون بوضع الثريا الكبرى والتى تزين المسجد إلى اليوم.
لمسجد القرويين 17 بابا وجناحان يلتقيان فى طرفى الصحن الذى يتوسط المسجد، كل جناح يحتوى على مكان للوضوء من المرمر.
كان الهدف الأول هو بناء جامع يقتصر على العبادة، لكنه تطور بفضل عناية الدول المتعاقبة على حكم المغرب ليصبح معهدا علميا يوفر تعليما فى مجالات عديدة من طب وفلسفة وعلوم طبيعية وفلك وغيرها.
“جامعة القرويين”
تقع فى مدينة فاس، تم بنائها عام 859 م وتعتبر وفقًا لليونسكو وبناءً على تصنيفات كتاب غينيس للأرقام القياسية أقدم مؤسسة تعليم عال وأول جامعة تمنح إجازة فى الطب فى العالم وهى ما زالت تُدرس حتى الآن دون انقطاع، ويشير إليها المؤرخون بأنها أقدم جامعة فى العالم.
يُنسب فضل إنشاء الجامعة إلى فاطمة الفهرى التى أسست جامع القرويين فى منتصف القرن التاسع الميلادى، وهو من أعرق مساجد المغرب وأقدمها.
حيث نزلت فاطمة عند موضع قريب من مكان بناء المسجد عندما جاءت مع وفد القيروان، ثمّ توفى زوجها وإخوتها وأورثوها مالاً كثيراً حلالاً، ورأت أن تنفقه فى الخير.
وقررت بناء مسجداً، فاشترت الأرض التى أقيم عليها وبدأت بالبناء، وظلت فاطمة صائمة محتسبة لله إلى أن تمّ بناء المسجد بالكامل، فصلَّت فيه شكراً لله على إتمام البناء وانتهاء العمل.
سمّى مسجد القرويين بهذا الإسم لوقوعه على مرتفع يسمّى مرتفع القرويين، وذلك لنزول العرب القادمين من القيروان إليه.
تمّت توسعة الجامع عدة مرات، حيث كانت مساحته عند بنائه أول مرة أربع بلاطات وصحن صغير، وكان طوله من جهة الغرب إلى جهة الشرق 150 شبراً.
ثم تم زيادة فى المسجدين المقامين عليهما زيادة كبيرة، ونقلوا الخطبة من جامع الشرفاء إلى جامع القرويين.
كما تم إصلاح الجامع والزيادة فيه، وإزالة صومعته القديمة ليضع مكانها الصومعة الموجودة حالياً.
شُيّد الجامع فى عهد الأدارسة الذين أسسوا دولتهم فى المغرب العربى واستقلوا بها ثم اتخذوا مدينة فاس عاصمة لهم، وكان ذلك فى الأول من شهر رمضان المبارك لسنة 245 هـ، الموافق عام 859 م.
وبعد ذلك صار جامعة يدرّس فيها أنواع العلوم المختلفة من طب وفلك وهندسة وميقات وغير ذلك.
يعد مسجداً كبيراً، له باب كبير بنيت بالقرب منه سقاية يأتيها الماء من عين فى جهة الوادى، ويكون ماؤها بارداً فى أيام الحرارة المرتفعة، وشىء من الدفء والحرارة فى الأيام الباردة.
كما توجد مياه جارية، وفوارة بيلة، ومن جهة الغرب باب كبير يسمى باب النجارين.
يعد الجامع قبلة لطلاب العلم والعلماء من كل مكان، إذ يعتبر مركز إشعاع للعلوم فى المجالات المختلفة.
اعتبر جامعة إسلامية فى المغرب العربى، مثل الأزهر الشريف وظل محراباً للعلم لمدة 11 قرناً، مما يجعله أقدم جامعة إسلامية.
تحتوى مكتبة جامع القرويين على مجموعة من نوادر المخطوطات، إلا أنها ضاعت ولم يتبقى منها إلا 1613 مخطوطة.
