المغرب من الدار البيضاء.. عادل البكل
شهدت مدينة الدار البيضاء، العاصمة الاقتصادية للمغرب، إطلاق مشروع القطب المالي في إطار رؤية طموحة لتعزيز مكانة المغرب كمركز مالي إقليمي ودولي. جاء هذا المشروع بعد نقل مطار أنفا الدولي، حيث استُغلت مساحة شاسعة كانت مخصصة للمطار لإنشاء القطب المالي. تبلغ المساحة الإجمالية للأرض التي كانت تحتضن المطار حوالي 350 هكتارًا، خُصِّص جزء منها للقطب المالي، بينما استُغلت باقي المساحات لمشاريع عمرانية وتجارية حديثة.
هدف المشروع والمستهدف منه
يهدف القطب المالي للدار البيضاء إلى جذب الشركات والمؤسسات المالية العالمية والإقليمية، ليصبح بوابة رئيسية للاستثمارات في إفريقيا. يستهدف المشروع الشركات متعددة الجنسيات، والمؤسسات المالية، وشركات التأمين، بالإضافة إلى الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا المالية. كان الهدف استقطاب 300 شركة، إلا أنه بسبب تأثير جائحة كوفيد-19 في عام 2019، تم تحقيق استقطاب 225 شركة للاستثمار في المغرب وإفريقيا، مع التركيز على تعزيز الاستثمارات جنوب-جنوب.
مساهمو المشروع والشركات المشاركة
ساهمت عدة جهات في إنجاز القطب المالي، أبرزها الحكومة المغربية ممثلة في صندوق الإيداع والتدبير، ومؤسسات مالية مغربية مثل بنك المغرب، إلى جانب شركات استثمارية دولية. كما لعبت شركات عقارية كبرى دورًا محوريًا في تطوير البنية التحتية الحديثة التي تستجيب لمتطلبات المراكز المالية العالمية.
التأثير على التجارة والاستثمار
منذ إطلاقه، عزز القطب المالي جاذبية المغرب للاستثمارات الأجنبية المباشرة، كما أصبح منصة مثالية لعمليات التمويل والتجارة بين إفريقيا وأوروبا وآسيا. يضم القطب اليوم عشرات الشركات متعددة الجنسيات، ويوفر بيئة عمل متكاملة تضم بنى تحتية حديثة، وتشريعات مالية متطورة، وإطارًا ضريبيًا تنافسيًا.
يعتبر القطب المالي للدار البيضاء أحد أهم المشاريع الاقتصادية في المغرب، حيث يعكس الطموح المغربي للعب دور محوري في النظام المالي العالمي. بفضل بيئته الجاذبة وتسهيلاته الاستثمارية، يواصل القطب استقطاب المزيد من الشركات وتعزيز دوره كمركز مالي رائد في القارة الإفريقية.
