بردية إدوين سميث توضح .. تقدم الطب المصري القديم!!
ممارسات علاجية مفصلة .. تشبه ما يجري في العصر الحديث
في عام 1862، كان تاجر آثار أمريكي في سوق مصري، يحدق في مخطوطة مكتوبة بالهيراطيقية، وهي كتابة مصرية قديمة كانت سائدة بين الكهنة، ولم يكن التاجر، إدوين سميث، متمكنًا بما يكفي لفك شفرة النص.
شعر سميث أن المخطوطة قيمتها كبيرة، وأن البائع لا يدرك قيمتها. اشترى سميث البردية وعاد لشراء قطع إضافية تمثل تكملة للمخطوطة.
تُعرف هذه البردية الآن باسم بردية إدوين سميث، وأتاحت للعلماء فهمًا أكبر للممارسات الطبية في مصر القديمة.
يُرجح أن البردية من إحدى مقابر طيبة، بالأقصر. واعتقد العلماء أنها تعود إلى 1650-1550 سنة ق.م. وزعم أحد الباحثين أنها قد تكون نسخة من نص يعود لفترة سابقة.
لم يتمكن سميث من ترجمة النص. ولكن ترجمه عالم المصريات جيمس هنري بريستيد للإنجليزية عام 1930. وأدرك العلماء أنها كانت أشبه بكتاب لتعليم التعامل مع الأمراض والصدمات.
“الوثيقة بأنها أطروحة تعليمية وأقدم نص معروف في التاريخ. “تحتوي على أقدم الكتابات العلمية حول الممارسات الطبية العقلانية”، كما يقول روجر فورشو، عالم المصريات بجامعة مانشستر الإنجليزية.
هناك نصوص مصرية قديمة أخرى أقرب للتعويذات السحرية. يقول فورشو: “تتبع بردية إدوين سميث نهجًا منطقيًا للإصابات لا يختلف كثيرًا عن منهجيتنا اليوم”.
يحتوي كل قسم من البردية على عنوان واضح وإجراء للتشخيص بناءً على المراقبة السريرية. ويسرد كل تشخيص خطة العلاج.
يقول فورشو: “يُظهر هذا النهج المنظم والمنهجي تطور الممارسة الطبية المصرية القديمة”.
تتضمن المخطوطة 48 دراسة حالة تشرح كيفية ممارسة المصريين القدماء الطب وفهمهم لتشريح الإنسان. تتضمن الحالة 25، مثلًا، تفاصيل إعادة ضبط الفك المخلوع. يقول فورشو: “الإجراء مشابه لما يفعله الأطباء اليوم”.
تشمل الحالة السادسة كيفية التصرف عند مواجهة جرح شديد في الرأس أدى لكسر الجمجمة وظهور جزء من المخ. “الأوصاف التشريحية المفصلة للمخ وغشاء الأم الجافية الذي يلفه -والحديث عن السائل النخاعي -استثنائية للغاية في هذا التاريخ المبكر”.
يضع الممرض الشخص المصاب في الفراش للراحة ويراقبه، خاصة في الحالات الأكثر خطورة. “يظهر هذا النهج الجانب الإنساني للرعاية الطبية بمصر القديمة، ويدل على العلاج الرحيم حتى في الحالات السيئة”.
وذكر موقع ديسكفر أن البردية ساعدت العلماء على فهم إدراك المصريين القدماء وممارستهم للطب. ولكن هناك أجزاء مفقودة من المخطوطة وأسئلة يتمنى الباحثون الإجابة عليها.
وتتناول البردية الأمراض، بدءًا بالرأس ثم الجسم. ويتوقف النص في منتصف الجملة في الحالة 48 عند الذراعين والصدر العلوي. وهذا يعني أن البردية تغطي ثلث الجسم فقط وتفتقد الأعضاء الرئيسية في الصدر والبطن.
ويتوقع فورشو أنه لو تم اكتشاف الأجزاء المفقودة فسنعرف الأساليب المصرية القديمة لعلاج الإصابات بهذه المناطق.