اقترب رمضان, وتزاحم الناس عند بائعى الياميش وقمر الدين, وكنت أظن أن العقلية المصرية قد دخل عليها شىء من التطور والفهم الصحيح للدين ومايفرضه من عبادات, فليس الصوم وهو عمل روحى وتهذيبى مما يفرض اقتناء مأكولات معينة, بل الأصح أنه يدعو إلى التقشف, ونحن إلى جانب هذا فى ظروف تدعونا إلى الاقتصاد فى كل شىء, ولكننا ننسى هذا وذاك, ونندفع بصورة تكاد تأخذ طابع الكفاح والتصميم للحصول على الياميش وقمر الدين, اعتقادا منا أن قيمة أن قيمة الأسرة تقاس بما تقتنى أو تستطيع شراءه من الجوز واللوز والزبيب وما إلى ذلك من الياميش!!
ولست أعرف من أين, ولا فى أى تاريخ من حياة المسلمين, استلزم رمضان أن تكون فيه كل هذه المأكولات, بحيث إذا انقضى الشهر الكريم نسيها الناس تماما, وأغلب الظن أنها نشأت لأسباب اقتصادية, لادخل لها بالعبادة والصيام والتقرب إلى الله عز وجل, فالاحتفال برمضان كان عبر التاريخ الاسلامى القديم والحديث, متجها إلى دراسة الدين ومراجعة الأحاديث النبوية الشريفة للعظة والعبرة, والإنصات إلى تلاوة القرآن الكريم تصفية للنفس وارتفاعا بها عن الاندفاع فى الشهوات والنزوات, وكان دائما مناسبة جميلة للندوات والاجتماعات والسهرات وصلة الرحم والالتقاء بين المسلمين فى صفاء لاتفسده الكراهية أو الاحقاد.
هذا هو جوهر رمضان, وهذا هو قصد الدين منه, فلماذا نحوله إلى تسابق على تخزين الأطعمة واقتناء الياميش, ولماذا تكون هذه الأشياء فى رمضان ولاتكون فى غيره؟
مطلوب من قمة الرابع من مارس المقبل بالقاهرة المواجهة الجماعية القوية والموحدة لمخططات التهجير, والاجهاز على القضية الفلسطينية وقتل حل الدولتين وباستخدام عناصر القوة العربية الجماعية الشاملة بدرجات مخططة ومتدرجة إذا استدعى الأمر ذلك فى مواجهة تحد وجودى حقيقى لنا جميعا, وليس لدولة منفردة منا أو قضية تخص أحد شعوبنا, ولايوجد حاليا عدو لأمريكا حاضرها ومستقبلها أفضل من ترامب.
نتنياهو لايريد سلاما, ولاتفاوضا, ولادولة فلسطينية, وبالتالى يقدم المبررات الواهية لاستمرار الحرب والقتال والخراب والدمار فى المنطقة, كان من المفترض أن تبدأ المرحلة الثانية من المفاوضات منذ عدة أيام, ومع ذلك يماطل نتنياهو فيها, لأنها تتضمن إطلاق سراح باقى الأسرى والمحتجزين إلا أنه لايريد الدخول فيها بجدية , لأنها تعنى إنهاء الحرب فى نهايتها, وبدء المرحلة الثالثة المتضمنة إعادة إعمار غزة, وهو لايريد إنهاء الحرب حتى لو ضحى بباقى الأسرى, لأنه يستهدف تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة, وإعادة احتلاله, ونشر المستوطنات فيه, وذلك هو الهدف الحقيقى للحرب على غزة, والمشكلة باتت أكثر تعقيدا الآن بعد دخول ترامب على الخط وتصريحاته المثيرة للقلق بشأن مستقبل غزة, ورغبته فى تهجير سكانها بدعوى إعادة تعميرها, التقط نتنياهو خطة ترامب لتكون بمثابة تنفيذ لمخططه بإعادة احتلال غزة من جديد, وضمها إلى اسرائيل إلى الأبد بدعوى إعادة تعميرها, وعموما الأيام القليلة المقبلة سوف تشهد المزيد من الخطوات التى يمكن أن تصب فى خانة التصعيد أو التهدئة, وإن كنت أعتقد ان التصعيد هو الأقرب للأسف الشديد.
إلى الرئيس الأمريكى دونالد ترامب:
إن أرض سيناء المصرية ترتبط بروح كل مصرى رباطا وثيقا, وليس ارتباطا ماديا فقط , ودليل ذلك شهداء مصر عبر معارك عديدة منها حروب 1956و1967و1973, فعلى رمالها وجبالها ووديانها سالت دماء شعبها وجيشها.
عاش على أرض مصر منذ سبعة آلاف عام قدماء المصريين الذين أثروا العالم أجمع بحضارتهم وتصديهم للهجمات الاستعمارية(حرب الهكسوس), ويمكن الاستفسار من مسئولى الدولة العبرية عن الآثار التى تم نهبها من أرض سيناء خلال احتلالها عام 1967بمعرفة وزير دفاعها موشى ديان.
لكل أسرة مصرية شهيد روت دماؤه أرض سيناء, فكيف يسمح الشعب المصرى لغريب عن شعبها بالحياة.
لقد قمت سيادة الرئيس بترحيل من يعيش على أرض دولتكم من المهاجرين غير الشرعيين, فكيف يسمح شعب مصر بوجود غرباء على أرض سيناء الطاهرة.؟
إن الدولة المصرية دولة سلام, فعقب انتصارجيشها فى عام 1973مالت إلى السلم, وتم توقيع اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل والتزمت ببنودها الدولة المصرية حتى الآن, وأرجو أيها الرئيس أن تتمكن من تلبية دعوة مصر لك من خلال رئيسها لحضور افتتاح المتحف الكبير لتشاهد سيادتكم حضارة مصر العريقة على الطبيعة, وتتعرف عن قرب على شعبها الذى لم ولن يتخلى عن حبة رملة واحدة من أرض سيناء.
كل المؤشرات تقول :إن العالم مقبل على سنوات صعبة وتحولات هائلة على الجميع أن يستعد لها , ولسنوات طويلة كان واضحا أن النظام العالمى لم يعد فاعلا, وأن الأزمات الدولية تتراكم, وأن المؤسسات الدولية يزداد عجزها, وأن النظم التى تم وضعها لكى تضمن التفوق الاقتصادى للدول القوية بقيادة أمريكا قد انتهت إلى انقلاب موازين القوى لصالح القوى الصاعدة, لتصبح الصين هى المناسب الحقيقى على قيادة اقتصاد العالم, ولتغرق دول الغرب فى أزمات اقتصادية كبيرة, وليصبح البحث عن نظام عالمى جديد يعكس موازين القوى الحقيقية, ويضمن ألا ينزلق العالم لصراعات ضارية, أمرا لا مجال للتهرب منه طويلا!.
الرئيس ياسر عرفات خرج بمنظمة التحرير الفلسطينية من لبنان عام 1982 حماية للبنان, فهل تفعلها حماس من أجل فلسطين نفسها
