حمامة تطير فاردة جناحيها تعاند الريح
تهدل فرحة رغم مشقة الرحلة
ساعود بحبات القمها فم الصغار
صغاري جياع
في زاوية مظلمة
يتربص بها لعوب
يلهو متلذذا
هداف بأصابع من حرير
الحمامة تهدل
أنا عنيدة أنا أقوى من الريح
ينطلق السهم كالقدر
بلا صوت بلا تحذير
ينغرس تحت الجناح
يتوقف الهديل
تغلق منقارها باصرار
حبات القمح في فمها
صغاري جياع
لابد أن القمهم الحب
تصل العش بصدر نازف من تحت الجناح
الأفواه الصغيرة تتلقف الحبات
لم يلحظ أحد ارتعاشات الموت
ماهرة هي في اخفاء احتضارها
الصغار يبتلعون الحب والديدان الطازجة
وجبة لذيذة احضرتها أمي
يزقزقون
الأم تحتضر لاوية عنقها في الزواية
العش يغرق بالدماء
الصغار يلقون نظرات سؤال حيرى
أمي ،مابك؟
تهدل بعناد من يتستر على جرح مفضوح
أنا بخير،فقط سأغفو قليلا ياصغار
يتوقف الهديل
تهطل دمعة أخيرة من عينها الغائمة
يغطيها الليل بسواده
ينام الصغار
تبزغ الشمس من جديد
على جسد متيبس
لحمامة حمقاء
كانت تعاند الريح
وصغار جوعى
وصياد ماهر
في الجوار
يطبع قبلة على جبين زوجته
يودعها بمرح
ذاهب ياحبيبتي
ليوم عمل طويل
انتبهي لأطفالنا
انتبهي للصغار
