الاخبارية – وكالات
شنت إسرائيل يوم الجمعة أول غارة جوية كبيرة على الضاحية الجنوبية لبيروت منذ شهور ردا على إطلاق صواريخ من لبنان في أصعب اختبار لاتفاق وقف إطلاق نار هش تم التوصل إليه في نوفمبر تشرين الثاني.
واستهدفت الغارة الإسرائيلية مبنى في الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية، معقل حزب الله، وقالت إسرائيل إن المنشأة مخزن للطائرات المسيرة التي تستخدمها الجماعة المدعومة من إيران.
وتزايدت هشاشة وقف إطلاق النار فيما يبدو في الأسابيع القليلة الماضية. فقد أرجأت إسرائيل سحبا، كانت قد وعدته به، للقوات في يناير كانون الثاني، وقالت في الأسبوع الماضي إنها اعترضت صواريخ أطلقت في 22 مارس آذار، مما دفعها إلى قصف أهداف في جنوب لبنان. ونفت جماعة حزب الله أي ضلوع في إطلاق الصواريخ.
واستأنفت إسرائيل حملتها العسكرية في غزة بعد انهيار وقف إطلاق النار مع حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في يناير كانون الثاني، في استئناف لحرب كبيرة تثير التوتر في المنطقة بأسرها.
وفي أنحاء العاصمة اللبنانية، سمع دوي الضربة على جنوب بيروت التي تسببت في تصاعد عمود ضخم من الدخان. وقالت مصادر أمنية لرويترز إن الضربة جاءت عقب أمر إخلاء أصدره الجيش الإسرائيلي لسكان حي الحدث وثلاث ضربات تحذيرية أصغر بطائرات مسيرة على المبنى.
وأثار أمر الإخلاء حالة من الذعر بين سكان المنطقة فسارعوا للفرار سيرا على الأقدام، بينما ازدحمت الشوارع وتأثرت حركة المرور في المنطقة.
وتعرضت الضاحية الجنوبية لبيروت العام الماضي للقصف الإسرائيلي مما أسفر عن مقتل عدد من قادة الجماعة، من بينهم أمينها العام حسن نصر الله في غارة جوية في سبتمبر أيلول.
وفي جنوب لبنان، تصاعدت أعمدة الدخان نتيجة ضربات مدفعية إسرائيلية على أهداف في التلال الواقعة على الجانب الآخر من الحدود.
وبموجب اتفاق وقف إطلاق النار المبرم في نوفمبر تشرين الثاني، كان من المفترض أن تبعد جماعة حزب الله أسلحتها عن جنوب لبنان وأن تنسحب القوات البرية الإسرائيلية من المنطقة وأن ينشر الجيش اللبناني قوات فيها. لكن الطرفين يتبادلان اتهامات عدم الالتزام الكامل بالشروط.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الجمعة إن إسرائيل ستواصل مهاجمة أي مكان في لبنان للتصدي للتهديدات وتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار.
وأضاف “من لم يستوعب بعد الوضع الجديد في لبنان، فقد تلقى (اليوم) تذكيرا إضافيا بتصميمنا… لن نسمح بإطلاق النار على تجمعاتنا السكانية، ولو بأقل القليل”.
ولم تعلن أي جماعة مسؤوليتها عن إطلاق الصواريخ. وقال الجيش اللبناني إنه تمكن من تحديد موقع إطلاق الصواريخ التي أطلقت يوم الجمعة ودشن تحقيقا لتحديد المسؤولين عن إطلاقها.