تحتفل مصر يوم السادس عشر من أبريل كل عام بيوم المرأة المصرية الذي يحمل بين طياته رموز العزة والفخر بكفاح المرأة المصرية من أجل الاستقلال, والتي وصلت إلى حد التضحية بالنفس لتسقطن شهيدات برصاص جنود الاحتلال البريطاني إبان تظاهرهن بقيادة المناضلة هدي شعراوي في ثورة 1919 , وجسدت خلال تلك التظاهرة التي ضمت أكثر من 300 امرأة مصرية معني التلاحم الوطني والوحدة الوطنية برفعها شعار الهلال مع الصليب, وكانت فاتحة الطريق التي مهدت لنضال المرأة من أجل الحصول على حقوقها السياسية والاقتصادية والاجتماعية, حيث شهد السادس عشر من عام 1923 تأسيس أول اتحاد نسائي مصري, والتحقت المرأة المصرية لأول مرة بجامعة القاهرة عام 1928, إلى أن حصلت على حق الاقتراع وممارسة حقوقها السياسية كاملة في السادس عشر من عام 1956, وقد عملت الدولة المصرية على ترسيخ حقوق المرأة المصرية وحمايتها تماشياً مع التوجهات الدولية التي حثت جميع الدول على تبني نهج يعالج التمييز والعنف ضد المرأة , لذا حرص الدستور المصري خلال مواده وبخاصة المادة (11, 53) على التأكيد على المساواة وحصول المرأة على فرصتها كجزء أصيل من المجتمع في المشاركة السياسية وتولي المناصب العليا , بل وحددت المادة (180) من الدستور نسبة الربع من مقاعد المجالس المحلية للمرأة من أجل تعزيز سبل حصولها على حقوقها القانونية, وقد حرصت القيادة السياسية على دعم كافة الجهود من أجل تمكين المرأة كهدف استراتيجي ضمن أهداف التنمية المستدامة, لذا وجدنا العديد من المبادرات التي تعزز تمكين المرأة على المستوي الاقتصادي والاجتماعي, ومنها برنامج التضامن الاجتماعي ” تكافل وكرامة” تحت عنوان “مصر بلا عوز” والذي يهدف لتطوير شبكة الأمان الاجتماعي لأكثر من مليونين ونصف المليون مواطن مثلت المرأة نسبة 90% منهم , وكذلك مبادرة ” مصر بلا غارمين ولا غارمات”, وبرنامج ” مستورة” لتوفير تمويل لمساعدة المرأة الغير قادرة , ومبادرة ” حياة كريمة” التي تعمل علي توفير الحياة الكريمة للفئات الأكثر احتياجاً على مستوي ربوع مصر وهو ما ينعكس بالإيجاب على المرأة المصرية , فالمرأة المصرية جزء أصيل من المجتمع لها بصماتها داخل الأسرة من خلال القيم والعادات التي تغرسها في النشأ فتعزز فيهم الهوية الوطنية والولاء, وتبني في عقولهم الفكر الآمن البعيد عن التطرف , وكذلك دورها في المجتمع بالعمل والكفاح إلى جانب الرجل في كافة الميادين, حيث أثبت قدرتها بتواجدها في التشكيل الوزاري, وكمحافظة , وقاضية, ونائبة بالبرلمان حيث أن هناك 162 نائبة, وهو ما يعكس حجم الاهتمام الذي توليه القيادة السياسية لدور المرأة كعضو فاعل في المجتمع, ولمسنا هذا الأمر بتواجدها بصورة مشرفة ضمن 30 رائدة في قيادة التغيير في منطقة الشرق الأوسط خلال الاحتفال باليوم العالمي للمرأة, فتحية تقدير لكل أم وأخت وزميلة في عيدها الوطني.
