عندما يسلم المقاوم سلاحة يكون قد قدم لعدوه نصرًا بلا ثمن، كما يكون قد كتب نهاية حياته أيضا بلا ثمن بل يكون قد خان آمانته إن كان يعرف مآلات ما صنع .
وعليه أن يعلم ألا ضمانة لأصحاب الحق إلا ما في أيديهم من القوة والقدرة على الرد وايذاء العدو إلا ما قال لنا ربنا سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: “وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم” فالردع لا يكون بالمعاهدات والضمانات ، وإنما بالقوة خاصة مع عدو تاريخه سلسلة من الخيانات والغدر آخرها عدم التزامه بقواعد الهدنة في غزة ولا بالهدنة في لبنان .
وإذا عدنا إلى التاريخ القديم فليس هناك أشهر من خيانة بنود الصلح مع آخر ملوك الأندلس والذي جاء في ٦٠ بندا كلها تركز على حقوق للمسلمين في حرية العبادة وعدم المساس بحرياتهم أو ممتلكاتهم أو دور عبادتهم وهو مالم يلتزم ببند واحد
فمن هذه البنود الملك فرناندو والملكة إيزابيلا،الذين وقعا عليها
وشهد المسلمون من الاضطهاد والقتل والإكراه على ترك دينهم ما يشيب له الولدان وقد سجل ذلك المؤرخون الأوروبيون المسيحيون وليس العرب فقط وإذا قفزنا قفزة طويلة إلى العصر الحديث فإننا نجد معاهدة الصلح بين محمد على والي مصر وصاحب اقوى الجيوش في العالم في ذلك الوقت يركز واضعوها وهم الدول الأوروبية بالتعاون مع السرطان العثماني على إضعاف الجيش المصري حتى تصبح مصر بعد ذلك لقمة سائغة لأعدائها يلتهمونها وقتما يشاءون فقد تضمن البند الثامن من المعاهدة ” أن لا يزيد عدد الجيش المصرى فى أيام السلم على 18 ألف جندى، وأما فى زمن الحرب فللباب العالى” السلطان العثماني” أن يبلغه ما يرتأى” وهذا البند به تفاصيل كلها تقضي بسيطرة السلطان العثماني الذي تسيطر عليه القوى الغربية -على مقدارت الجيش المصري وانتهى الأمر بالاحتلال مصر ١٨٨١م ولم تنل مصر استقلالا حقيقيا إلا بعد بنائها جيشا تستطيع به الدفاع عن نفسها.
وعندما فكرت أمريكا السيطرة تماما على العالم العربي بدأت بتدمير الجيش العراقي وتدرجت في ذلك أيضا حيث ادعت – وهي تعلم غير ذلك -أن العراق به أسلحة دامار شامل وهو ما أكد المفتشون عدم وجودها كما تم تدمير الصواريخ بعيدة المدى لدي العراق مقابل رفع العقوبات عنها ثم أعلنت أمريكا هدفا جديدا لاحتلال العراق وهو نشر الديمقراطية فلما أعلن العراق موافقته على الاقتراح ” القطري” بتخلي صدام عن الحكم والدعوة إلى انتخابات رئاسية ونقل ذلك وزير خارجية قطر – كما سجل في شهادته – الى الرئيس الأمريكي بوش الابن قال له بوش الابن” انتهى الأمر لا وقت لدي إذا كنت قادما تحدثني عن العراق سنضرب العراق سنضرب العراق .”فلو رفض صدام التخلص من صواريخه بعيدة المدي لما كانت هذه الجرأة الأمريكية علية.
وها نحن نشهد في أيامنا هذه تكرار نفس السيناريو فأمريكا وإسرائيل ما زالت تطالب بنزع سلاح حزب الله رغم عودته كما طلبوا إلى ما بعد نهر الليطاني حتى تستطيع اختلال ما تشاء من لبنان وتطالب أمريكا إيران في مفاوضاتها الحالية أيضا بالتخلي عن السلاح النووي حتى ترفع العقوبات الاقتصادية عنها، نفس ما طلبت من العراق، وسوف تطالبها بالتخلي عن صواريخها بعيدة المدي وعلى نفس الطريق تطالب أمريكا واسرائيل وبعض العرب بنزع سلاح أصحاب الحق في فلسطين وهم المقاومة حتي تكمل اسرائيل أبادتها للفلسطينيين تماما دون ثمن يذكر.
الطريف أن البعض يطالب المقاومة بتسليم سلاحها وتسليم الرهائن حتى لا تدع حجة لاسرائيل في استمرارها في الإبادة وهل عدمت اسرائيل الحجة لما تقوم به من بغي وهل خطف أهل الضفة الغربية رهائن من اسرائيل أو يملكون سلاحا حتى يحدث لهم ما يحدث الآن من تهجير وبادة؟ وهل فعل السوريون شيئا حتي تقوم اسرائيل باحتلال جبل الشيخ وتدمير الأسلحة السورية المختلفة والتدخل في شيئن سوريا الداخلية.
لا يجوز للمقاومة أن يسلم رقبته لعدوه بلا ثمن فادح.
