لماذا نعتبر أنفسنا مالكى الحقيقة المطلقة؟ لماذالانزال إلى اليوم نرفض الحوار والاعتراف بالآخر؟ لماذا لانزال إلى اليوم الأمة الوحيدة التى تمنع الكتب وتضع المثقفين فى السجون؟ لماذا بلادنا العربية تفتقر إلى الاهتمام بمنظرها, ولاتوجد فيها حدائق جميلة مثل: “الرجنت بارك” و”الهايد بارك”؟ لماذا لاتوجد لدينا جامعات محترمة ذات سمعة علمية عالية مثل أكسفورد وييل؟ لماذا نكذب ونزور تاريخنا عند تلقينه لأولادنا بدلا من تعليمهم الحقيقة.؟
لماذا لانجد فى تاريخنا العسكرى قادة أفذاذا مثل الجنرال باتون الأمريكى؟ لماذا لايوحد كتاب- ولو واحد- حول حقوق الإنسان فى تراثنا العربى والإسلامى؟ لماذا لم نعرف الديمقراطية إلا بعد أن تم استعمار بلداننا, وفوق هذا فشلنا حتى فى تطبيقها وتطويرها؟ لماذا فشلنا فى تأسيس مجتمع مدنى محترم؟ لمذا يبلغ تعدادنا السكانى قرابة مليار ونصف المليار مسلم, ولم نحصل سوى على خمس جوائز نوبل, فى حين أن عدد اليهود لايزيد على 17 مليونا ولديهم أكثر من 180 جائزة نوبل فى العلوم؟ لماذا لم نخترع منتجا علميا أو طبيا استفادت منه البشرية, رغم تشدقنا الفارغ بما نسميه الحضارة الاسلامية؟ لماذا لم نتعامل مع المرأة باعتبارها إنسانا من الدرجة الثانية؟ لماذا معظم الارهابيين اليوم من المسلمين؟ لماذا يعتبر المسلمون الأقلية الوحيدة فى العالم التى لاتندمج مع قيم الحداثة الغربية؟ لماذا نعد الأمة الوحيدة التى لاتزال تستخدم مصطلح التكفير؟ لماذا لاتنتعش الفلسفة والعلوم الاجتماعية فى جامعاتنا ومدارسنا؟ لماذا لايوجد فى تاريخنا مخترع عظيم مثل أديسون؟ لماذا نبذر الأموال على بناء المساجد أكثر مما نصرف على البحث العلمى؟
لماذا جيوشنا ضعيفة مقابل المليارات التى تصرف عليها؟ لماذا يخلو تاريخنا من تحرك للدفاع عن المظلومين والدفاع عن الانسان كإنسان؟ لماذا إذا أراد أحد المسلمين الزواج لابد وأن يأتى رجل دين أو ملتح لعقد الزواج؟ لماذا ننفرد دون سائر الأمم باللجوء دائما إلى رجل الدين لحل مشاكلنا برغم محدودية علمه؟ لماذا نركض وراء مخترعات الغرب , ولانهتم بأفكاره الحداثية؟ لماذا نشتم الغرب ونتراكض على العلاج عنده حين نمرض؟ لماذا نثق بمؤسساتهم الاخبارية ولانثق بمؤسساتنا الوطنية؟ لماذا لانحترم المواعيد والوقت برغم أننا نلبس أغلى الساعات؟
هناك “لماذات” كثيرة فى حياتنا البائسة والمثيرة للشفقة, لكننا لانهتم بإثارتها, بل ولانهتم حتى بالتفكير فيها,ومن الواضح أن الشعوب العربية والاسلامية قد أدمنت العجز حتى ألفته, كما أدمنت الاستبداد حتى اعتادته, والفت الخضوع للحكومات ورجال الدين حتى ارتاحت من هم السؤال: لماذا إذن نعجب لبؤس الحياة التى نعيشها؟
منذ أربع سنوات, وبالتحديد يوم الخميس 15أبريل 2021 الموافق 3رمضان 1442, توفى الأستاذ مكرم محمد أحمد أحد أقطاب الصحافة المصرية, لينهى رحلة طويلة وممتدة فى بلاط الصحافة المصرية كأحد نجومها البارزين, وأحد فرسانها النبلاء, ورغم معاناته مع المرض إلا أنه كان يتمتع بذاكرة حديدية, وعقل متيقظ ,والأستاذ مكرم كان أحد أساتذة الصحافة الكبار, والجيل الثانى بعد جيل الأستاذ محمدد حسنين هيكل, وعمل مع الأستاذ هيكل, وتتلمذ على يديه, وسطع نجمه كصحفى متميز, وتولى العديد من المناصب حتى أصبح رئيسا للتحرير,ورئيسا لمجلس إدارة دار الهلال, وإلى جوار عمله الصحفى كان نقيبا من طراز فريد, ونبيلا إلى أقصى درجة, تعلمنا منه فى العمل النقابى حرية الاختلاف, والدفاع عن المختلف معهم, وفى الوقت نفسه التمسك بالثوابت الوطنية, وعدم الخوف, أو التراجع, أو الاهتزاز فى مواجهة العواصف والتقلبات, وقاد نقابة الصحفيين بحكمة واقتدار طوال فترات طويلة,ورغم مواقفه الواضحة, والصريحة جدا فإنه كان يستميت فى الدفاع عن المعارضين له, ولايتأخر عن مساندتهم مهنيا أو اقتصاديا, وبكل ألوسائل المتاحة, فالخلاف فى الرأى لايفسد للوطن قضية, رحم الله الأستاذ الكبير مكرم محمد أحمد, ويكفى أن نتابع صفحات التواصل الاجتماعى التى امتلأت خلال فترة وفاته عرفانا وتقديرا للأستاذ الكبير لنعرف مدى تأثيره وقوته ووجوده بيننا رغم رحيله.
بعد أسابيع قليلة تحل الذكرى السادسة بعد السبعين لنكبة فلسطين, ومازلنا ندور فى حلقة مفرغة دون حل للقضية, ومازال أشقاؤنا الفلسطينيون يناضلون من أجل العودة لوطنهم بلاكلل, مثل “سيزيف” بطل الأسطورة اليونانية الذى يحمل صخرة من أسفل الجبل إلى أعلاه, وكلما وصل إلى قمة الجبل دفعته قوى عاتية إلى السفح, ولكنه لاييأس ويعاود المحاولة للصعود إلى القمة.
(تيان آن من) أو (ساحة السلام السماوى) أو(الميدان السماوى) كلها أسماء لأشهروأقدم ساحة بالصين, وتقع وسط بكين, وتعد أكبر ميدان من حيث المساحة فى العالم, وعلى منصة بهذا الميدان وفى أكتوبر 1949 وقف الزعيم الصينى ماوتسى تونج ليعلن قيام جمهورية الصين الشعبية ليصبح الميدان رمزا للصين الجديدة, ومما عظم من أهميته التاريخية أنه شهد أكبر وأشهر مظاهرة طلابية وعمالية وجماهيرية بالعصر الحديث بدأت مقدماتها حين قام دينج تسياوبنج بإصلاحات اقتصادية للتحول لاقتصاد السوق مع قليل من التحرر السياسى, ولكن هذه الاصلاحات لم تلب تطلعات الجماهير لتغيير حقيقى, وأعربوا عن استيائهم لسيطرة الحزب الحاكم, ثم جاءت وفاة النائب العام هوياو بانج الذى تم عزله فى فبراير 1987 فكانت وفاته إيذانا للصينيين بأن يعبروا عن استيائهم فى شكل تكريم له وإحياء لذكراه, وبدأت الشرارة الأولى للمظاهرة الضخمة فى 15أبريل 1989 وتطورت من كونها تكريما ل”هوياوبانج” لمظاهرات تنادى بالديمقراطية, وتندد بالفساد, وتطالب بحرية الصحافة, وإنهاء حكم الحزب الشيوعى, وصارت مظاهرة مليونية, بينما فضل رئيس الوزراء لى بينج القمع, وتم اتخاذ قرار القمع من قبل مجموعة من أعضاء الحزب, وفى 20 مايو أعلنت القوانين العسكرية, لكن هذا لم يرهب المتظاهرين, واستمروا بدعم شعبى, وفى 4يونيو بدأ إخلاء الساحة بالقوة, واندلعت المواجهات, وسقط مئات القتلى.
صدق أو لاتصدق: أنه فى أبريل 2022 وبسبب الحرارة احترق مدفن قمامة فى نيودلهى ارتفاعه أكثر من 60 مترا!
قرأت :أنه فى أبريل 2022 أيضا اكتمل فى نيويورك بناء أرفع ناطحة سحاب بالدنيا وهى مبنى “استاين واى تاور”!
