الاخبارية وكالات
“هل لا تزال بريطانيا صديقة جيدة لإسرائيل؟” هذا هو السؤال الذي وجهته إلى جدعون ساعر، وزير خارجية إسرائيل. زيارته إلى المملكة المتحدة ولقاؤه بوزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي أثارت ردود فعل غاضبة من ناشطين يساريين طالب بعضهم بإصدار مذكرة اعتقال بحقه. ورغم فشل الطلب، بدا ساعر غير متأثر بالضجة.
قال ساعر دون تردد: “المملكة المتحدة صديقة جيدة لإسرائيل. من المهم بالنسبة لنا الحفاظ على هذه الصداقة. لا أخفي أن بيننا أحيانًا خلافات في الرأي”.
وأضاف: “في محادثاتي مع وزير الخارجية، أكون صريحًا جدًا عندما أعتقد أن على الموقف البريطاني أن يكون أكثر تفهمًا لإسرائيل وظروفها والحي الذي نعيش فيه”.
وأوضح استياءه بمثال: “عندما يستخدم إرهابيو حماس أو الجهاد الإسلامي مستشفى لشن هجمات، ونحن نتخذ كل الإجراءات الممكنة لتقليل الأضرار الجانبية، فإن السؤال يجب أن لا يكون: لماذا نهاجم؟ بل: لماذا تستخدم حماس مستشفيات ومدارس ومرافق الأونروا للهجوم على إسرائيل؟”
وأكد أن العلاقة الوثيقة بين المملكة المتحدة وإسرائيل تخدم أمن بريطانيا أيضًا من خلال التعاون الاستخباراتي والأمني.
ورغم أن بيان الخارجية البريطانية بشأن الاجتماع مع ساعر ركز على قضايا مثل المفاوضات حول الرهائن، وحماية عمال الإغاثة، ووقف الحصار على غزة، والتوسع الاستيطاني، والبرنامج النووي الإيراني، فإن ساعر وصف اللقاء بـ”الجيد”، مؤكدًا أن الحوار المستمر ضروري.
حول منع نواب يساريين من دخول إسرائيل
أوضح ساعر أن لإسرائيل قوانين تمنع دخول من يدعون لمقاطعتها، وقال: “هذا لا يستهدف النواب البريطانيين فقط. لقد منعنا نائبات من الكونغرس الأمريكي من الدخول، وأمريكا أقرب أصدقائنا”.
عن نشاطات الإخوان المسلمين في بريطانيا
قال ساعر إنه لا يريد انتقاد السياسات الداخلية البريطانية، لكنه أشار إلى أن “نشاطات معينة للإخوان المسلمين في بريطانيا ممنوعة في دول عربية، وهذا يثير التساؤل”. وأضاف أن الأمر يعود للشعب البريطاني في تحديد مدى التساهل مع الإسلام الراديكالي.
فيما يتعلق باعتراف فرنسا بدولة فلسطينية
عبّر ساعر عن أمله بألا تمضي فرنسا قدمًا في الاعتراف بدولة فلسطينية، محذرًا من أن ذلك “سيضر بموقفها الإقليمي، وسيقلل من فرص التفاوض الحقيقي، وسيشجع الفلسطينيين على تجنب تقديم التنازلات”. وأضاف: “قد نضطر للرد بإجراءات أحادية، مثل فرض القانون الإسرائيلي على مجتمعاتنا في يهودا والسامرة (الضفة الغربية)”.
الملف الإيراني
رفض ساعر فكرة أن مفاوض ترامب، ستيف ويتكوف، يسعى لاتفاق ناعم مع إيران، مشيرًا إلى تغريدات ويتكوف التي أكد فيها سعيه لتفكيك البرنامج النووي الإيراني بالكامل. وأضاف: “إيران لا يمكن أن تحصل على سلاح نووي. وإذا فعلت، فإن دولًا مثل السعودية ومصر وتركيا ستسعى هي الأخرى لامتلاك السلاح، وسندخل سباق تسلح خطير”.
وقال إن إسرائيل لا تستبعد الخيار العسكري، مشيرًا إلى أن إيران لم تلتزم يومًا بالتزاماتها الدولية، محذرًا من محاولة طهران إضاعة الوقت باتفاقات جزئية.
عن الحوثيين
اتهم الحوثيين بأنهم يهددون النظام التجاري العالمي وحرية الملاحة، وأشاد ببدء الولايات المتحدة وبريطانيا التعامل معهم عسكريًا، لكنه شدد على أن الأمر يتطلب “خطوات أوسع لمعالجة جذور تمويلهم”.
وانتقد ساعر بعض الدول الغربية التي منعت السعودية والإمارات من مواصلة ضرب الحوثيين، قائلًا: “أعتقد أن هذا كان خطأً”.
عن الجماعات الإرهابية
قال إن جماعات مثل حماس وحزب الله والحوثيين تتحول إلى “دول إرهابية”، ولديها موارد وسكان وأراضٍ، وكلها مدعومة من إيران. وأشار إلى أن العالم حارب داعش لأنها “دولة إرهابية ذات سيادة”، ويجب أن يُعامل البقية بالمثل.
ووصف المتظاهرين البريطانيين الذين يهتفون بشعارات مؤيدة للحوثيين بـ”الأغبياء المفيدين”، قائلًا: “هم يدعمون قوى أيديولوجية تعارض نمط الحياة والقيم والثقافة الغربية”.
إسرائيل في الخطوط الأمامية لصراع حضاري
قال ساعر إن “الجهادية خطر مشترك على الحضارة الغربية كلها، بما فيها بريطانيا. نحن نحارب دفاعًا عن أنفسنا، لكننا في الوقت نفسه نحارب دفاعًا عن العالم الغربي كله”.
وأكد أن نتائج الحرب ضد الإسلاميين المتطرفين في الشرق الأوسط ستؤثر على المسلمين في أوروبا. “هزيمتهم هناك ستُحدث فرقًا. وانتصارهم، لا قدر الله، سيكون له تأثير مدمر. من مصلحة أوروبا والمملكة المتحدة أن يُهزم المتطرفون الإسلاميون في الشرق الأوسط”.
اتهامات الإبادة والحرب
رفض ساعر بشدة الاتهامات الموجهة لإسرائيل بارتكاب إبادة أو جرائم حرب، مؤكدًا أن إسرائيل تحرص على تقليل الإصابات بين المدنيين. وقال إن نسبة القتلى المدنيين إلى المسلحين كانت أعلى بكثير في الرقة والموصل مما هي عليه في غزة. وأضاف: “نُجري عملياتنا وفق القانون الدولي وقوانين الحرب، ونمتنع أحيانًا عن الهجوم عندما يكون المدنيون في خطر”.
عن العداء للسامية الجديد
قال ساعر إن العداء للسامية لم يختفِ، بل تغير شكله: “في الماضي استُهدف اليهود. الآن يُستهدف وجود الدولة اليهودية نفسها، ويُسحب عنها الشرعية وحقها في الدفاع عن نفسها. شعارات مثل: ‘من النهر إلى البحر، فلسطين حرة’ تهدف إلى القضاء على دولة إسرائيل”.
قضية الرهائن
أعرب ساعر عن أمله في التوصل إلى صفقة جديدة للإفراج عن الرهائن، لكنه حذر: “لن نجلس مكتوفي الأيدي. إذا لم ننجح بالطرق السياسية، سنستأنف العمليات العسكرية – بقوة”.
وأشار إلى أن هناك رفضًا متزايدًا لحماس حتى داخل غزة، وقال: “الحرب يمكن أن تنتهي غدًا. أربع كلمات فقط: الرهائن يعودون، وحماس تخرج – وستنتهي الحرب. المجتمع الدولي يوافق على هذه الأهداف، لكن ينتقد الوسائل”.
إعادة إعمار غزة ورؤية ترامب
أكد ساعر أنه يرحب برؤية ترامب لإعادة إعمار غزة إذا تحققت شرطين: أن يكون خروج الفلسطينيين من غزة طوعيًا تمامًا، وأن تكون هناك دول مستعدة لاستقبالهم. وقال: “أتلقى رسائل من فلسطينيين يريدون المغادرة. هناك الكثير ممن لا يريدون البقاء في هذا الجحيم”. وأضاف أن بعض الدول مستعدة لاستقبالهم، وأن الاعتراض على هجرتهم الطوعية هو أمر “غير إنساني”.