الإخبارية وكالات
في مقابلة خاصة ضمن برنامج “لقاء مع الصحافة”، مساء السبت، قال المتحدث باسم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، عمر دوستري، إن إيلي فيلدشتاين عمل لفترة قصيرة في مكتب المدير العام لمكتب رئيس الوزراء، لكنه لم يكن ناطقًا رسميًا باسم نتنياهو، وإنه قدّم إحاطات إعلامية للصحفيين بشكل مستقل ومن دون تعليمات رسمية.
صفقة تبادل الأسرى: “لا يمكن الآن استعادة جميع الأسرى”
حول الحرب في غزة، قال دوستري: “بمجرد أن نعيد الأسرى، سندمر حماس”، لكنه أوضح أنه “لا يمكن حاليًا استعادة الجميع”. وتابع: “لدينا تعامل مع سلطة نازية جديدة، مع تنظيم إرهابي قاتل، ويجب تدميره كي لا نواجه هجومًا مثل 7 أكتوبر مجددًا”.
وأكد دوستري أن رئيس الوزراء أعاد حتى الآن 196 أسيرًا، منهم 147 على قيد الحياة. لكنه أضاف: “لا يمكن في هذه المرحلة إجراء صفقة شاملة تشمل الجميع، لأن حماس تطالب بوقف الحرب والخروج من غزة”.
وأشار إلى أن إسرائيل متمسكة بمقترح “ويتكوف” الذي يقضي بالإفراج عن نصف الأسرى الأحياء في المرحلة الأولى، ثم باقي الأسرى في نهاية الصفقة. وادعى أن حماس في البداية رفضت إطلاق سراح خمسة أسرى وأصرت على الإفراج عن واحد فقط – إيدان ألكسندر، مضيفًا: “بعد استئناف القتال، وافقت حماس على خمسة، واليوم المصريون يتحدثون عن ستة وسبعة وثمانية – وهذا يعني أن الضغط العسكري ينجح”.
قضية “قطرغيت” وفيلدشتاين
فيما يخص قضية “قطرغيت”، التي يدور الحديث فيها عن تلقي فيلدشتاين أموالًا من قطر، قال دوستري: “لا أحد في مكتب نتنياهو تلقى أي أموال من القطريين”. وأضاف أن فيلدشتاين لم يكن موظفًا رسميًا في الدولة، وعندما عمل في المكتب لفترة قصيرة، لم تكن هناك أي تحويلات مالية من قطر.
وأكد أن فيلدشتاين أُقصي من منصبه بعد فشله في اجتياز تصنيف أمني، ومع ذلك استمر في تقديم إحاطات إعلامية بمبادرة منه، قائلًا: “لم أره قط في أي اجتماع أمني، ولم أعمل معه إطلاقًا”.
لكن محامي فيلدشتاين، عوديد سابوراي وسيفان هاوزمان، ردوا على تصريحات دوستري، وقالوا: “ادعاء دوستري بأن فيلدشتاين لم يكن يعمل باسم رئيس الوزراء خلال الأشهر الستة السابقة لاعتقاله كاذب ومخالف لأدلة كثيرة”. وأوضحوا أن هناك تعليمات موثقة من مكتب رئيس الوزراء أُعطيت لفيلدشتاين، إلى جانب آلاف الرسائل النصية التي تثبت تواصله مع مسؤوليه، ووجوده الدائم في المكتب.
وأضافوا: “كل أنشطته في الشأنين العسكري والسياسي حتى يوم اعتقاله كانت بتوجيه من مكتب رئيس الوزراء. تصريحات دوستري تهدف إلى التبرؤ من فيلدشتاين بطريقة هستيرية وتراجعية”.
إيران والملف النووي
بشأن الملف الإيراني، قال دوستري إن “الرئيس ترامب أراد منح فرصة لمدة شهرين للتفاوض مع إيران”، واصفًا إياه بـ”تفاوض سياسي محدود زمنيًا”. وأضاف أن نتنياهو مستعد لحل دبلوماسي طالما أنه يُفضي إلى إنهاء البرنامج النووي الإيراني.
وأوضح أن إسرائيل تؤيد “النموذج الليبي” – التفكيك الكامل للبرنامج النووي. وقال: “إذا تحقق ذلك فمرحبًا به، فالحرب ليست هدفًا بل وسيلة”.
وردًا على سؤال حول تقارير تفيد بأن ترامب أوقف هجومًا إسرائيليًا على إيران، لم ينفِ دوستري ذلك، بل قال: “نفس الأشخاص الذين اتهموا نتنياهو سابقًا بأنه مصاب بجنون العظمة، يكررون الآن أنه يخاف من أمريكا، وأنه يستخدم الموضوع الإيراني للهروب من القضية الفلسطينية”.
وأضاف: “رئيس الوزراء قال مرارًا إن إسرائيل لن تسمح لإيران بامتلاك سلاح نووي، وإذا لم تنجح الجهود الدبلوماسية، فهناك طرق أخرى”.
سلوك الإعلام الإسرائيلي
قال دوستري إنه ينكر الأخبار “المفبركة” لأن الإعلام الإسرائيلي تجاوز الحدود، ولا بد من الرد عليه. وأضاف: “الزمن الذي كانت فيه وسائل الإعلام تفعل ما تشاء مع مكتب رئيس الوزراء قد انتهى”.
أزمة رئاسة الشاباك – رداً على تقارير الإقالة
ردًا على سؤال حول تقارير تقول إن الحكومة كانت تنوي إقالة رئيس جهاز الشاباك روني بار، قال دوستري إن تلك التقارير تحدثت أيضًا عن رئيس الموساد، وإن رئيس الوزراء أقال بار من فريق التفاوض بعد فترة.
سبب عدم ظهور نتنياهو في المقابلات
قال دوستري إن نتنياهو “لا يثق بالإعلام”، وأنه “كلما ظهر في مقابلة، لا يُسمح له بإكمال جملة”، معتبرًا أن التغطية الإعلامية “منحازة ضده”.
لماذا لم يزر نتنياهو نير عوز حتى الآن؟
قال دوستري إن نتنياهو وعد بالزيارة وستتم. وأضاف: “هو يواجه حربًا يوميًا ويتعامل مع ملف الأسرى، لكن سيزور نير عوز، وهو لا يخشى الغضب الشعبي”.
وأوضح أن نتنياهو التقى بعشرات عائلات الأسرى، وأنه، وزوجته، على تواصل مستمر معهم، إضافة إلى تعيين الجنرال غال هيرش منسقًا وطنيًا لهذا الملف.
يائير نتنياهو
وفي ختام المقابلة، سُئل دوستري عن تصرفات نجل رئيس الوزراء، يائير نتنياهو، فقال: “يائير شاب رائع، وطني، لكن ليس كل ما يكتبه يُعبّر عن رأي والده. نحن نتحدث بين الحين والآخر”.