امراة امر الحاكم بقتل زوجها وابنها فلذه كبدها كما يقولون واخيها وبعد صدور الامر الملكى بقتل الثلاثة وفى ساحة تنفيذ الحكم والكل منتظر ومترقب وجد الامير امراة تبكى بحرقة فسال عتها فقالوا له الثلاثة الذين سينفذ فيهم حكم القتل الان يمتون لها بصلة فاستدعاها الامير فقال لها من هم هؤلاء بالنسبة اليك قالت زوجى واخى وابنى فلذه كبدى
فرق قلب الامير لها نوعا ما فكانت تبكى بحرقة وتوسلت وترجت وتذللت فلما وصلت الى هذا الحال قيل لها اختارى واحدا منهم لا يقتل اتختارى ان تنقذى زوجك ام ولدك ام اخاك
خيم الصمت على الجميع فى انتظار قرار المراة من ستختار وظن الامير انها ستختار ابنها فلذة كبدها وسكتوا جميعا وصمتوا حتى يصدر قرار المراة فاذا بها تقول اختار اخى ولم تختار زوجها او ابنها فصدمت الجميع باختيار الاخ وقال لها الامير تقدمى ظننت انك ستختارى ولدك ونجاتة ولكنك تختارى الاخ فما سر ذلك قالت اما الزوج فهو موجود والولد مولود اما الاخ فلن يعوض ولن يعودالزوج موجود لاحتمالية ان اتزوج من بعده والولد موجود لاحتمالية ان تنجب غيره اما الاخ فهو مفقود لتعذر وجود الام والاب فالاخ لن يعوض ولن يعود
فابتسم الامير ولان لها قلبه وعفا عن الجميع اكراما لها ولحسن بلاغتها وقبول حجتها وكلامها الذى اثر فيه وعفا عن الجميع اكراما لمحبتها لاخيها
فالاخ لا يشعر بغيابه الا من فقد اخوه فهو الصاحب والسند الذى لا يخيب تجده بجانبك فى اصعب اللحظات وينقذك فى وقت الازمات وقال الامام على كرم الله وجهه اخاك حقا من غفر ذلتك وسدد خلتك وقبل عذرك وستر عورتك وحقق املك وهداء وجلك وقال ابو الدرداء رضى الله عنه معاتبة الاخ اهون من فقده
انظروا الى سيدنا يوسف عليه السلام لما التقى باخيه بنيامين قال معرفا نفسه انى انا اخوك فلا تبتئس بما كانوا يعملون سيدنا موسى عليه السلام لما نزلت عليه الرسالة لم ينسى اخاه هارون وطلب له الوزارة يريد ان يتمسك باخيه فى دعوته ويتخذه سندا فى الدعوة فقال ربى اشرح لى صدرى ويسر لى امرى واحلل عقدة من لسانى يفقهوا قولى واجعل وزيرا من اهلى هارون اخى اشدد به اذرى واشركه فى امرى كى نسبحك كثيرا ونذكرك كثيرا انك بنا بصيرا
حافظوا على الاخوة ولا تضيعوها او تفرطوا فيها بسبب ارث او بسبب قيل وقال او بسبب النساء بعد زواج الاخوه او بسبب امر زائل من امور الدنيا مهما كان فالله عز وجل قد جعل اخوة الدم سببا للتلاقى فى درجات الجنة يوم القيامة فقال تعالى والذين امنوا واتبعتهم ذريتهم بايمانا الحقنا بهم ذريتهم وماالتناهم من عملهم من شئ
الاخ غالى وسند وقوة فلا تضيعوا الاخوة فتضعفوا ويطمع فيكم الجميع لا تقطعوا الاخوة فتقطعوا الارحام وهى من الكبائر وعودوا الى زمن الرجال القديم وحافظوا على اخوتكم بدلا مما تراه هذه الايام من خلافات وصراعات بين الاخوة واصبحوا بجد الاخوة الاعداء
ربنا يهدينا ويرشدنا الى الصراط المستقيم
مش كده ولا ايه