مقالة علمية
وترجع أسباب هجرة الطيور في فصل الخريف بسبب التغيرات المناخية، حيث تنخفض درجات الحرارة وتقل الموارد الغذائية في موطنها، هذه الظروف تدفعها للبحث عن مناطق دافئة وغنية بالطعام لضمان بقائها وتكاثرها خلال الفصول الباردة. ويأتى أهمية هجرة الطيور الهجرة والتى تلعب دورًا حيويًا في الحفاظ على التوازن البيئي،الطيور المهاجرة تساهم في نقل البذور وحبوب اللقاح عبر المسافات الطويلة، مما يعزز التنوع البيولوجي ويساهم في الحفاظ على النظم البيئية في مختلف المناطق. وتعد هجرة الطيور خلال فصل الخريف ظاهرة طبيعية مذهلة، تعكس قدرة الكائنات الحية على التكيف مع البيئة،هذه الرحلات الطويلة ليست فقط بحثًا عن الدفء، بل أيضًا جزء أساسي من دورة حياة الطيور وضمان بقائها. وفى رحلة البحث عن الدفء الطيور المهاجرة تقطع مسافات طويلة قد تصل إلى آلاف الكيلومترات، بحثًا عن الأماكن الدافئة،تختلف وجهات الطيور، فمنها من يتجه نحو المناطق الاستوائية، ومنها من يفضل المناطق القريبة من خط الاستواء حيث تتوفر الظروف المناسبة. ويؤثرتغيرالمناخ بشكل ملحوظ على هجرة الطيور، تأخر الشتاء أو ارتفاع درجات الحرارة بشكل غير طبيعي قد يؤدي إلى تأخير موعد الهجرة أو تغيير مسارها، مما ينعكس سلبًا على الأنواع المهاجرة وأماكن تكاثرها. ومن أبرز أنواع الطيور التي تهاجر خلال فصل الخريف: طيور السنونو، الرافعات، والبط البري. هذه الطيور تعتمد على الهجرة الموسمية للحفاظ على بقائها، حيث تجد في أماكن هجرتها الطعام المناسب والبيئة الملائمة. وتتبع الطيور المهاجرة مسارات محددة وثابتة تقريبًا كل عام، بعض هذه المسارات تغطي قارات كاملة، مثل طيور اللقلق التي تهاجر من أوروبا إلى إفريقيا، مرورًا بمناطق صحراوية وصعبة لكنها معروفة بالنسبة لها. فرحلة الهجرة لا تخلو من المخاطر، حيث تواجه الطيور تحديات عديدة مثل الظروف الجوية القاسية، قلة الغذاء في بعض المحطات، ومخاطر الحيوانات المفترسة، ورغم ذلك، تستمر في الهجرة لأنها السبيل الأمثل للبقاء والتكاثر.
ويؤثر تغير المناخ على التنوع البيولوجي، إذ تتسبب التغيرات في المناخ والطقس والموائل في حدوث تغيرات في سلوك الأنواع البرية وتوزيعها. وقد بدأ تغير المناخ الناجم عن الإنسان يؤثر على كوكبنا والكائنات الحية التي تعيش عليه. العديد من الطيور المهاجرة حساسة جدًا للتغيرات البيئية، وهي تتأثر بالفعل بتغير المناخ. يؤدي ارتفاع درجات الحرارة، وتغير الغطاء النباتي، والظروف الجوية القاسية إلى تغييرات كبيرة في الموائل الأساسية للطيور. في كثير من الحالات، تُعدّ هذه الأسباب المحتملة لانخفاض أعداد الطيور وتغير أنماط هجرتها. وحذّرت دراسة حديثة من أن تغير المناخ له بالفعل “آثار كارثية” على العديد من الحيوانات البرية والطيور المهاجرة، والقدرة على توفير خدمات النظام البيئي الحيوى للبشرية. وأشارت الدراسة إلى أن بعض الأنواع والمناطق الجغرافية أكثر عرضة للخطر، ومن المتوقع أن تعاني الحيوانات والطيورالمهاجرة، على وجه الخصوص، بسبب التغيرات في الموائل الحرجة والتغطية الجغرافية فى أماكن تواجدها. وتلك الأنواع المهاجرة تواجه بالفعل تحديات خطيرة ومختلفة، مثل فقدان الموائل، والتصحر، وارتفاع مستوى سطح البحر، والظواهر الجوية المتطرفة، وارتفاع درجات الحرارة، على النظم البيئية والأنواع. حيث هناك أدلة قوية على أن الزيادات العالمية في درجات الحرارة أثرت في معظم مجموعات الأنواع المهاجرة، وهذه التأثيرات في معظمها سلبية، بحسب الدراسة. وقالت الدراسة أيضا إن التغييرات لوحظت بالفعل في الوقت الحالي، بما في ذلك تحولات الهجرة نحو القطب، والتغيرات في توقيت الهجرة، وانخفاض نجاح التكاثر والبقاء على قيد الحياة.
هجرة الطيور في مصر حيث تتوزع الطيور عامة على أربع فئات رئيسية: الطيور المقيمة على امتداد العام وتعشش في المكان، والطيور المصيفة المفرخة التي تهاجر إلى مكان لتعشش فيه، والطيور العابرة التي تمر بالمكان الواقع بين أماكن تفريخها وأماكن إشتائها، وهي مهاجرة في الخريف أو الربيع أو الاثنين معاً، وأخيراً الطيور المشتية التي تمضي الشتاء في المكان. وفى مصر ومع قدوم فصل الخريف، تبدأ الطيور هجرتها السنوية بحثًا عن مناطق أكثر دفئًا، هذه الهجرة ليست مجرد رحلة عشوائية، بل تعد ضرورة لبقاء العديد من الأنواع التي تعتمد على البيئات الدافئة والغذاء المتوفر هناك. وتستقبل مصر نحو 500 نوعًا مختلفًا من الطيور المهاجرة بينها 16 نوعًا من الطيور المهددة بالانقراض، حيث تشمل هجرة الطيور أكثر من مليوني طائر، منها 37 نوعًا من الطيور الحوامة، و1.2 مليونًا من الطيور الجارحة، و66 ألف بجعة، ونحو 500 ألف لقلق أبيض.إذ تنخفض درجات الحرارة تدريجيًا بحلول الخريف، مُعلنةً قرب بدء فصل الشتاء، فتشق آلاف الطيور بأنواعها المختلفة طريقها محلقةً في السماء، لتبدأ رحلة الهجرة هربًا من برد أوروبا، لتصل إلى مصر للمرة الثانية خلال العام متخذةً منها جسرًا بريًا بين القارات الثلاث، نظرًا لكونها ثان أهم مسار للطيور المهاجرة عالميًا، لتحتمي بجوها المعتدل ثم تشد الرحال عائدة إلى موطنها مجددًا. فإنّ الطيور المهاجرة تأتي إلى مصر مرتين سنويًا الأولى في شهر مايو خلال فصل الربيع، والثانية في شهر أكتوبر خلال فصل الخريف، إذ تهاجر الطيور إلى مصر هربًا من البرد القارس في أوروبا خلال موسم الشتاء. هناك نحو 34 موقعًا تتركز الطيور المهاجرة في مصر بهم، وتتنوع بين الوديان بالصحاري، والجزر بالبحار، والمسطحات ببعض الشواطيء، وأبرزها الأماكن التالية: بحيرة المنزلة ومنطقة أشتوم الجميل ببورسعيد، جزيرة الزبرجد، وجزيرة سيال، وجزر الغردقة، وجزيرة الروابل، ومرسى علم، وجبل الزيت في راس غارب، وجبل علبة في حلايب وشلاتين، وجزيرة وادي الجمال، بمحافظة البحر الأحمر، بحيرة البروديل، والزرانيق في العريش بشمال سيناء. وادي الريان وبحيرة قارون بمحافظة الفيوم. وادي النطرون وبحيرة إدكو بمحافظة البحيرة. جنوب النيل. خزان أسوان وبحيرة ناصر. البحيرات المرة قرب قناة السويس في الإسماعيلية. نبق على خليج العقبة، وسهل القاع، وجبل وداي مغارة، ورأس محمد في شرم الشيخ بمحافظة جنوب سيناء.بحيرة المنزلة بالدقهلية. العين السخنة والسويس. بحيرة البرلس بكفر الشيخ وبحيرة مريوط بالإسكندرية.
وبالنسبة لقدرة التكيف في الطيور والحيوانات مع التغيرات المناخية حيث تتمتع الطيور بقدرات مذهلة تمكنها من التكيف مع ظروف الهجرة، مثل القدرة على قراءة المجال المغناطيسي للأرض أو استخدام النجوم لتحديد اتجاهاتها،هذا التكيف يسهل عليها الوصول إلى وجهاتها بأقل مجهود. وتختلف استجابة الطيور المهاجرة لهذه التغيرات البيئية باختلاف الأنواع: فبشكل عام، تتكيف الطيور المهاجرة لمسافات قصيرة ومتوسطة مع تغيرات المناخ بسهولة أكبر، بينما تواجه الطيور المهاجرة لمسافات طويلة صعوبة في ذلك. فإيقاع هجرتها عادةً ما يكون أكثر ثباتًا، وتواجه صعوبة في التكيف مع تغيرات درجات الحرارة. وبسبب هذا الثبات، فإنها تعاني أكثر من غيرها من الطيور من آثار تغير المناخ. وتتعدد طرق تأثير المناخ على الطيور المهاجرة حيث من المرجح أن يؤثر تغير المناخ على الطيور المهاجرة بطرق مختلفة. فزيادة وتيرة العواصف، وانخفاض منسوب المياه الجوفية، وزيادة وتيرة الجفاف، وارتفاع مستوى سطح البحر، وتحولات الموائل الناتجة عن تغير المناخ، جميعها قد يكون لها تأثير كبير على الطيور المهاجرة. حاليًا، توجد عدة سيناريوهات مختلفة حول تأثير تغير المناخ على الطيور المهاجرة، وعلى الرغم من صعوبة التنبؤات الدقيقة، إلا أن بعضها يشمل:
1. انعدام الوقود على مسار الهجرة – فقدان الموائل