**الآن وقد وضحت الصورة وحسمت المواجهة على كأس الأميرة الافريقية بين مصر ممثلة في فريق بيراميدز الذي صعد للنهائي لأول مرة وجنوب إفريقيا يمثلها فريقها العريق صن داونز بشبابه المتجدد وأدائه الراقي الجميل بعد فوز الأول على قراصنة أورلاندو الجنوب افريقي بثلاثة أهداف مقابل هدفين، نتيجة فكر وتدبير من مدرب فاهم وقدير، يعرف تماما كيف يوظف لاعبيه ويؤهلهم للمباريات المصيرية .. **هي ليست المرة الأولى التي يفعلها وإن كانت مباراة أمس تميزت بالعودة مرتين بعد تقدم أورلاندو ولأن التعادل من مصلحة الضيف فقد واصل مدرب بيراميدز التفكير متسلحا باليقظة ومتابعة التفاصيل على البساط الاخضر فكافأته السماء بهدف حاسم وجميل، أسعد المصريين جميعا وعوضهم عن خسارة الأهلي حلمه الذهبي بفعل فاعل هو مدرب الأهلي المتكبر المغرور كولر السويسري الذي تملكته الغيبوبة مؤخرا بعدما نجح في شق وحدة أصحاب الفانلة الحمراء سواء بالتجميد أو الإجبار على الاعتزال أو التخلص منهم بالسفر إلى أندية خارجية بسكين بارد وغباء مستفز للجميع وشجعه على ذلك -للأسف- مساندة غير محدودة من إدارة الأهلي وتلبية طلباته للحصول على ما هو أغلى من لبن العصفور رغم ما حملته أحيانا من سحب سوداء في صورة تداعيات لتعاقدات تمت أو صفقات تبين بعد ذلك أنها لم تكن على المستوى المأمول..
**بالتعبير الشعبي البسيط دعوني أقول: نجح المتعجرف كولر في أن يجعل البسطاء من الجماهير يرددون أن ملعب الأهلي ساحة يظهر فيها نجم ما وتلتف حوله الجماهير ولكن لفترة وجيزة حتى يلتفت إليه الخواجة الجبار ويدفع به إلى سلة النسيان ويتعمد عدم إشراكه في المباريات أو حتى إدراجه ضمن قائمة البدلاء، لتكون حجته الحاضرة والمنطقية حين يأتي عتاب الخطيب والإدارة (آسف لا استطيع المغامرة بلاعب لم يشارك منذ فترة ) وسأكتفى هنا بمثال واحد هو اللاعب مجدي أفشة صاحب لقب (القاضية ممكن) والذي اتفق الجميع أنه كان البديل المناسب إذا نزل في الوقت المناسب في مباراة صن داونز وهو قادر -بعون الله وما لديه من خبرات وولاء للأهلي-ان يتحكم في مسار الكرة ليخفف من ضغط الخصم ويحاول تسجيل هدف التعزيز ليسحب العبء عن الدفاع المضغوط طوال المباراة ويجنبنا مأساة هدف التعادل لياسر إبراهيم -دون قصد طبعا- ولكن لذلك المنطق يشير!
**أما مدرب صن داونز فهو يستحق منا التقدير مرتين، إذ كان الرجل واضحا في مباراته الأولى أمام الأهلي في جنوب إفريقيا والتي جاءت استمرارا لسمة تمتع بها صن داونز هذا الموسم وأعنى بها : دفاع حديدي قوي يساند حارس مرمى قدير ومهاجمين شباب يسجلون أهدافا قليلة لكنها كافية للفوز وحصد البطولات وجاء للقاهرة يعمل ألف حساب للجمهور العريق الذي هز جنبات الاستاد وقسم وقت المباراة بصبر وحكمة، موقنا تماما أنه يستطيع بالاستحواذ الذكي والهجوم العاصف أن يحقق هدفه بالصعود إما بالفوز أو التعادل الإيجابي أو ضربات الترجيح ولذلك لم يتفاجأ بهدف طاهر محمد طاهر الجميل في الدقيقة ٢٠ وركز محاولاته في التغييرات بدعم الهجوم طوال الشوطين إلى أن حقق الضغط هدفه وحصل على ما يريد في الدقيقة ٨٨
**تبقى التحية مستحقة لمدرب اورلاندو الذي أراد أن يدعم السمعة الطيبة لكرة جنوب إفريقيا المتقدمة لدى جماهير الكرة المصرية الواعية وجاء إلى ستاد الدفاع الجوي متحفزا وساعيا للفوز ولم يشغل باله إن كان بيراميدز قد نجح في ملء المدرجات الخالية أم لا وأشعل المباراة ودفع مدرب بيراميدز الماكر الخطير إلى استنفار حاسة التفكير والتعامل المسئول مع المباريات المصيرية وبالفعل توالت الأهداف ومعها المتعة واستحق أورلاندو التهنئة على الأداء الجميل، كما نال الوافد الجديد إلى القمة الافريقية الفوز وقطع نصف الطريق نحو تحقيق حلمه الكبير في موسم يبدو سعيدا لبيراميدز إلى أقصى الحدود
وهذا هو الدرس المفيد.
صالح إبراهيم