الغيرةُ وهجُ الهدايةِ الَّذي نسيرُ وراءَهُ، ومضاتٌ من أنوارٍ؛ تُخبرنا أين الطَّريقُ؟!
حالةٌ طبيعيّةٌ وجدانيّةٌ تسيطرُ على العقلِ، يشعرُ بها كلُّ فردٍ منَّا. تجدُ نفسكَ مرغمًا على التَّفكيرِ بوخزاتِ الإبرِ تجاهَ أحدِهم، ولا تعرفُ لماذا هو؟! ماذا فيه كي تتأذى لحديثِ إحداهنَّ له ؟!
إنَّهُ نورٌ يُوصلُكَ إلى طرفِ الخيطِ الضَّائعِ في الظَّلامِ.
إنَّ قلبَكَ ينبضُ، لو احتلَّ أحدُهم ركنًا بقلبِكَ، وبدأَ بالاختباءِ فيه.
نورٌ يُشعلُ العقلَ كي يفكّرَ أكثرَ، ويُبصرَ أكثرَ، ويتمعّنُ في حوادثَ مرّتْ أمامكَ، وما كنتَ تُلقي عليها بالًا.
حالةٌ من الثَّورةِ الدَّاخليةِ المستنيرةِ، والشَّكِ البنَّاءِ.
ومضاتٌ من نورٍ متقطّعٍ، تُلقي الضَّوءَ على التَّصرّفاتِ، والحركاتِ والتَّعبيراتِ، الّتي تَصدرُ من طرفٍ تنتمي إليه، لتعرفَ عنه أكثرَ، وتُقيِّم ذاتَكَ من خلالِه أكثرَ، وتُوضِّحُ طريقًا تسيرُ فيه أكانَ صوابًا أم خطأَ؟!
حالةٌ مضيئةٌ تسيطرُ عليكَ، لتتحكَّمَ بتصرّفاتِك، فَتُواجهُ نفسَك بالسِّؤالِ قبلَ الهياجِ والثَّورةِ، تفتحُ العقلَ، تزيدُ المعرفةَ، إنَّها تُعطيكَ ثقةً بنفسِك كلَّما تحكّمتَ بها، وفهمتَ ذاتَك، ومَنْ معك في شراكةِ الطَّريقِ.
تطرحُ عدّةَ أسئلةٍ لتُجيبَ عنها بشكلٍ عقلانيٍّ:
هل يستحقُّ هذا الموقفُ غيرتي؟!
هل ذاتي، وكرامتي تسمحُ لي بهذه الثَّورةِ والهياجِ أمامِ موقفٍ بسيطِ؟!
هل أثقُ بطرفٍ أنتمي إليه؟!
هل؟ وهل؟ وهل؟
مئاتُ الأسئلةِ الّتي تُنيرُ عقلَكَ، وتصحّحُ مسارَ حياتِكَ.
إنّها نارٌ حارقةٌ إذا تَخطّت حدَّها.
ثورةٌ وهياجٌ، اتّهاماتٌ باطلةٌ، عمى بصيرةٍ، لعبٌ بالأعصابِ، دخانٌ يَخنقُ الأنفاسَ، التهابٌ شديدٌ يصيبُ القلبَ والمشاعرَ؛ يحرقُ خلايا التَّفكيرِ في عقلِكَ فلا تتجاوزهُ مهما كان.
نارٌ ملتهبةٌ لا تنطفئ، لن تستطيعَ التَّحكمَ بها تأكلُ ذرّاتِ نفسكَ، تقرّبُكَ من حافّةِ الجنونِ، ولا يقدرُ عليها إلا منْ امتلكَ زمامَ عقلِه، وصَاحَبَ الحكمةَ.
لفحةُ لهبٍ تَطالُ مَنْ تُحِبُّ، حريقٌ عارمٌ يُشعلُ ذَاتَكَ، ومَنْ أمامكَ، تُخبرهُ بشكلٍ أو بآخرٍ أنَّكَ لا تثقُ به، أنَّكَ أقلُّ من توقعاتِهِ.
فقدانٌ تامٌ للسيطرةِ على مجرياتِ الأمورِ، مشكلاتٌ كبيرةٌ، ألمٌ ، انهزامٌ، احتراقٌ؟ كلُّها أمورٌ تُودي بنا إلى فقدانِ أحدِهم، رغم احتياجِكَ له.
فالغيرةُ نورٌ إنْ اهتدينا بها، عزّزْنا سُبلَ الحكمةِ في التَّعاملِ معها، أخذنا فترةَ راحةٍ لتستنيرَ عقولُنا، تَمسّكْنا بمن ننتمي إليه، ووثقنا ثقةً تامةً بأنفسِنا؛ فَما يجري أقلُّ من طرفةِ ألمٍ تُصيبُنا.
ونارٌ إنْ تركناها تتحكّمُ بعقولِنا، وبمجرياتِ أمورنِا، وبمنْ أحببنا؛ فلنقتبسْ أنوارَها ونترُك نيرانَها.