البخل في العاطفة من أشدّ درجات البخل قسوةً وبالأخص بين الزوجين لكونه يتنافى مع القواعد الأساسية التي بني عليها الزواج ،
فالاصل في الزواج المودة والرحمة والعطاء المتبادل ،
وقد يؤدي انعدام الحب والتعاطف بالزوجين أن يعيشان منفردين رغم وجودهما في منزل واحد، و انعزال عاطفي تام، ويصبح لكلٍ منهما عالمه الخاص البعيد عن الطرف الآخر ،
كذلك البخل العاطفي له اثره السلبي على القلب والروح لا يعوض ابدا ….
ومن الممكن يدمر أسرة كاملة ،
و البخيل في المادة هو نفسه بخيل في المشاعر و العاطفة لانه عاجز عن العطاء بكل أشكاله .
البخل طبع و يتجسد في الإحجام عن العطاء أيًا كان نوعه ،
وقد سمعت شكوى من أحدي الصديقات وعلي لسانها ….
زوجي رغم طيبته و خلقه الحسن وتدينه ،
لكن فيه سلبيات تؤثر علي شعوري نحوه منها أنه بخيل مالياً وايضا بخيل معي بمشاعره وهداياه ، هادئ الطبع، كثير السرحان ، حينما أتحدث معه يقول لي ( كنتي بتقولي ايه معلش ما سمعتش ) أغضب، و أناقشه بحرقة،
وحين اتزين له واداعبة أو احاول أن ألفت نظرة ..لا يهتم ولو عاتبته يقولي عذرا ( ماخدتش بالي ) لا يلاطفني ، لا يحتويني أو يداعبني بكلمات غزل مهما بذلت من مجهود
دائم الانشغال بعمله أو أهله أو اصدقائة وحين يكون معي يجلس صامتا سرحان … وكأنه لا يراني .
حياتي معه روتينية ممله .
وأنا حاليا بسبب وفاة والدي وشعوري بالحرمان من حنان ابي وحزني عليه وظروف عملي التي جعلتني صعبة المزاج قليلا، أرغب أن يحتويني أكثر من ذي قبل
وهو لا يلتفت لي إلا إذا غضبت عليه وبينت له غضبي و احيانا انهياري ودموعي حتى يهدئني،،
واهلي ومن حولي يقولون لي أنه غير كريم معك! وبخيل عليك. يمكن نظرتهم هذه زادت من غضبي منه.
أريد منه الاهتماما بي، بمشاعري واحتياجاتي
كثيرا حاولت أخبره أنه بخيل معي فقد تحملت حرصة المادي لكن الاهتمام والعاطفة لم اعد احتمل.. وايضا بخيل من ناحية الهدايا،
لم اتذكر أنه قام بشراء هدايا لي الا مرات معدودة جدا
فقد كنت دأئما اتذكرة وانا في السوق أو اشتري لنفسي بعض المستلزمات أو في المناسبات . اهديه حتي لو اشياء رمزية وبسيطه لكي اوصل له شعور الاهتمام وأنه دائما في بالي
وانا لا أريد منه سوي المعامله بالمثل.
حتي لو كانت الهدية رمزية …
حاولت تهدئتها و كان هذا ردي عليها
أختي الكريمة فإني أرى أن زوجك قد منّ الله عليه بشهادتك بصفات طيبة ورائعة، فهو رجل صاحب دين وصاحب خلق، لطيف ومتواضع، مؤدب ومهذب، ولكن المشكله هنا مشكلة في التربية، فهذه الأشياء السلبية التي ركزت عليها إنما هي ظروف تربوية وبيئية ، وأعتقد أنه يحتاج إلى المعالجة والصبر حتى يتخلص منها، وتعتادين علي طبعه ويعتاد علي اسلوبك
واقترحت عليها
ما المانع أن تذهبوا إلى مكان هادئ بعيدًا عن البيت والأسرة، وتبدئي في الثناء عليه أولاً فتقولين:
(لقد منّ الله تبارك وتعالى عليَّ بك، وأنت فيك من الصفات، الجميلة الكثير و ..و ..)، وقولي له الكلمات الطيبة والصفات الجميلة التي فيه،
ثم قولي له:
(أنا أريدك أن تصفني وتتحدث عني أيضًا فهلا تذكر لي ما فيَّ من أشياء إيجابية) وهو سوف يتكلم، ثم تقولين: (دعنا الآن نتكلم نتحدث عن ما يزعج الآخر في كلانا، فإن هناك شيئاً ما يزعجني ……
زوجك من بيئة مختلفة وقطعًا هو يريد أن يجاريك فيما أنت فيه، ولكن ليست لديه القدرة، لعله يستحي، لعله لا يعرف الطريقة،
وحاولي بل اياك أن تتكلمي عن سلبياته أمام أحد، وإنما ضعي يدك في يده ، وانت الوحيدة المستفيدة من تغييره الإيجابي.
ولكن بعدم جرح مشاعره ؛ لأن الرجل لو أهينت كبرياؤه أو أهينت كرامته قد يتحول إلى أسد جسور أو ثور هائج لا يقبل أبدًا أي شيء حتى وإن كان حقًّا