في صرحٍ تقادمت جدرانه واهترأت ستائره، أمضت سراج النّور عمرها، تسقي الصّغار إكسير الحروف كما تسقي الغيمة الماطرة رياض الأرض ، أشعلت فتيل عمرها لتضيء دروب البراءة
كانت تحنو على العقول الناشئة كما تحنو الأم على صغارها تبثّ فيهم الأمل، وتخلّصهم من براثن الجهل،
ضاعت في غياهب الألم ولا تصغي لآهاتها إلّا الأوراق الصامتة.
ولمًا كبر العصفور طار وتوارى عن الانظار كفرقد يضمحلّ نوره مع بزوغ الفجر…. أنكروا قسما بالوفاء، وعهد الأصدقاء،
كأنّ المعلّمة صفحة مزّقها النّسيان..
في مساء حزين ،مرّت الأطياف، تعالت ضحكاتهم الّتي كانت مصدر فرح لها، لم تكن تعرف أنها ستصير ذكرى باهتة، أغرورقت عيناها بدموع الفخر والقهر، فخورة لأنها بلّغت الرّسالة وأدّت الأمانة، واعتصر القهر قلبها لأنها لم تنتظر أن يتجاهلوا وجودها،
ثم نهضت…بخطواتٍ
جمعت ،دفاترها المبعثرة، وأحلامها التي ما كانت ولا تزال وفيّة لها .في الخارج،
كانت العزلة تنتظرها.
لفّتها بشالٍ الوحدة وحملتها بعيدًا…
حيث لا تنكر الأشجار ظلّها
والأزهار لا تتذمّر من قاطفها
حيث الشّمس تشرق لغيرها
فلا يفتقر العطاء لمجده حتى إن أنكره الجميع
الجزائر