وفيم وجعك؟!..
لا شيء.. صلف الغياب..
غباء قلبي، وموت قلبه..
جرحي الغض..
وانعدام شعوره..
نسيانه العمد.. وذاكرتي الجاهلة..
عالمي الذي لا يسع سواه، وعالمه المزدحم بغيري..
من أدراك، ربما عذر لم تسعه الظروف لشرحه..
أتقصد تلك الظروف.. التي يعلق عليها إثم التجاهل في كل مرة؟!..
أم الظروف التي يفتح أبوابها لينجو من ثورة قلبي الهش..
أم تلك الظروف التي يلقيها في وجهي، وجبة طازجة من خذلان كامل..
ما حاجة من يدور في فلك الزحام، لمن مثلي.. لا يعرف دورة الفصول وتغير الأيام..
يا سيدي.. لست موجوعا..
أنا فقط أبكي حلما.. كان ثوبه الطويل أقصر من أن يستر عورات مزاعمهم..
ذلك الجحيم الذي يتناول الفؤاد هنا.. عطايا الكبار لأمثالنا على بذخ اللهفة..
جزاء غير مدفوع الثمن، إلا بعملة الروح..
وستبخس، مهما زايدت..
-#ثم..
ماذا عن كل هذا الكم من الخراب في ضلوعي؟!..
كيف أستعيدني من تحت أنقاض الفراق.. ومن سيقبل بي قلبا بلا قلب؟!..
فلا أنت الذي تركتني قلبا بلا عالم..
ولا أنت أعدتني عالما بلا قلب..
فلا لهذا صلحت، ولا ذاك منحني التفاتة..
رحلتي الطويلة إليك..
كانت محفوفة بالمخاطر..
تماما كغريب..
منذ حزن يبحث عن الظل..
فترك مرافقة الغيم..
وذهب ليعمل حطابا..
ملامحي التي سرقتها قوافل غيابك..
كانت أخر وصايا الكذب للمرآة..
لا أعرف من الذي خان..
ظلك المارق..
أم حزني الذي هشم الجدار؟!..
قميص الفصل الأخير من الخرافة..
ملوث بدم قلبي..
بريء هو الذئب..
بريء ذلك الجب..
أنا الذي جرحت طهر المواعيد..
وأنا أيضا..
الذي غافلت عينا البئر، ومارست لعبة السقوط..
كثيرا حدثوني عن الحنين..
وحش هو..
ظالم هو..
قاس جدا..
مسكين والله..
هو أحمق ليس إلا..
وعدوه بالعيد، فألبسوه قلبا جديدا.. بال جدا..
…منحوه لعبة الصبر..
وأوهموه بلقاء غير مؤجل..
ثم ذهبوا.. فأخَّروا التاريخ..
فقط..
اثنين وأربعين خوفا، وقرنَ كذب..
وموتا صغيرا..
وسبعين ألف انتظار..
فلا العيد أتى..
ولا ذلك المسكين نجا من فخ الثوب الجديد..
اخرج..
أربعة حروف من تعب..
كانت أخر عهدي بالتمرد..
ولم أكن أعرف؛ ماذا يجب عليَّ أن أقصد بها..
كيف أقصيك من أرضي هذه..
وأنت في كل شيء هنا..
في بري، وبحري..
وملحي، وقمحي، وجرحي..
في جِلْدي وفي جَلَدي..
فليتك تغادر قليلا، ريثما ينام طفل البكاء..
ذلك الذي أنجبته عيوني..محمولا على السفاح..
وأنت في كل الشرائع أبوه..
حتى تلك التي لا تؤمن بالبكاء حبا..
وتلك التي تصنع من الرحيل أحلام البقاء..
وتلك التي تكتب العناق.. رصاصة وبندقية..
وتلك التي ترسم الناي.. زفرة محمومة..
وقصبا يوقع عقد الفناء..
انتهى..
النص تحت مقصلة النقد..