لقد شهدت أسواق العملات الرقمية هزة عنيفة خلال الأسبوعين الماضيين، حيث هوت القيمة السوقية الاجمالية للعملات الرقمية لأدنى مستوياتها منذ 19 تشرين الثانى/نوفمبر 2017 لتصل عند 235 مليار دولار، كما لحقت بعملة البيتكوين العملة الرئيسية للعملات الرقمية خسائر فادحة جعلتها تسجل أدنى مستوياتها فى سبعة أشهر، متخلية عن مستوى الدعم النفسى 6000 دولار، فاقدًا أكثر من 70% من قيمته عن المستوى القياسى الذى حققه فى منتصف شهر كانون الأول/ديسمبر عند حوالى 20000 دولار.
وقد طرح خبراء صناعة العملات الرقمية والبلوكشين افتراضاتهم حول أسباب هذا الانخفاض الحاد والتى تتمثل فى الآتى:
1 .هجوم بورصة كوينرايل الذى يسلط الضوء على انعدام الأمن وضعف تنظيم أسواق العملات الرقمية
نشرت بورصة كوينرايل فى وقت سابق بيان لها على موقعها الإلكتروني أن نظامها تم القرصنة عليه من قبل مجموعة من المتسللين، وقد تسبب ذلك فى سرقة نحو 30% من العملات الرقمية المتداولة ولم تحدد البورصة القيمة الحقيقة التى تمت سرقتها، لكن وكالة يونهاب المحلية للأنباء أفادت بأن ما يقرب من 32 مليار دولار تمت سرقتهم.
وقالت البورصة أنه تم التأكد من حفظ 70% من اجمالى العملات الرقمية فى محفظة مجمدة أى غير متصلة بالإنترنت، وأضافت أن البورصة تتعاون مع الجهات التنظيمية للكشف عن هوية المتسللين.
تعتبر كوريا الجنوبية واحدة من أكبر المراكز فى العالم في تداول العملات الرقمية كما تعد موطنًا لواحدة من أكثر البورصات لتداول العملات الرقمية ازدحامًا وهى بورصة بيثومب.
الجدير بالذكر أنه خلال فترة قصيرة من الوقت حدثت سلسلة من السرقات لبورصات تداول العملات الرقمية، أشهرها وأكبرها هى سرقة بورصة كوينشيك اليابانية وذلك فى شهر كانون الثانى/يناير الماضى حيث تمت سرقة أكثر من 500 مليون دولار وبدأت البورصة فى تسديد الأموال المسروقة للعملاء فى آذار/مارس الماضى ولكن البورصة تواجه حاليًا دعوتين قضائيتين، هذا وقد أغلقت بورصة يوبيت “Youbit” والتى اتخذت من كوريا الجنوبية مقرًا لها وقدمت طلبًا للإفلاس بعد اختراقها مرتين.
فى الحقيقة أن بعد كل بضعة أشهر نشهد ظهور نفس النمط من السرقات، وهذا هو النتيجة للرقابة التنظيمية الغير مسؤولة ويجب على المنظمين التدخل لحماية المستهلكين، كما يجب على البورصات التى تتعامل فى هذا المجال أن تبنى اجراءات أمنية عالية الجودة ومنتظمة.
2 .مطالبة لجنة تجارة السلع والعقود الاجلة فى الولايات المتحدة التحقيق للكشف عن التلاعب الذى حدث فى أسعار البيتكوين
طالبت لجنة تجارة السلع والعقود الآجلة فى الولايات المتحدة بيانات من العديد من البورصات الرئيسية لتداول العملات الرقمية وذلك للتحقيق حول التلاعب المزعوم فى أسعار البيتكوين وتأثير عملية تسعير العقود الآجلة على البيتكوين، وذلك بعدما شككت مجموعة شيكاغو التجارية فى حقيقة أسعار أربعة بورصات، وفى وقت سابق قامت وزارة العدل الأمريكية بإجراء تحقيق جنائى حول ما إذا كان هناك تلاعب بأسعار البيتكوين والعملات الرقمية، والتحقيق حول الممارسات غير المشروعة التى قامت بها بعض البورصات للتأثير على حركة الأسعار مثل اغراق السوق بالطلبات الخادعة من أجل خداع المتداولين بالبيع والشراء.
3 .التصحيح الفنى
فى الواقع نجد أن الاتجاه الهبوطى لسوق العملات الرقمية هو المسيطر على السوق لعدة أشهر، لهذا من غير المحتمل أن يكون السبب الرئيسى فى الانخفاض مرتبطًا بالقرصنة أو بتحقيق لجنة السلع والعقود الاجلة فى الولايات المتحدة، على الأرجح ممكن أن يكون السبب هو التصحيح الفنى.
حيث يرى المحللين أن حجم السيولة الحالية للبيتكوين ضعيفة، إذ تبلغ حجم التبادلات المشفرة الآن أقل من 5 مليار دولار فى اليوم وهذه هى أدنى المستويات منذ تشرين الثانى/نوفمبر الماضى، وبما أن النشاط التجارى منخفض للغاية يمكن ذلك أن يؤدى إلى انخفاض حاد فى الأسعار.
لا يزال الاتجاه الهبوطى الذى بدأ فى آيار/مايو سارى المفعول وسيتعين عكسه للإشارة على تحسن وضع البيتكوين.