الإخبارية- د.يحي سنبل
يعانى مرضى داء السكري من نقص إفراز الإنسولين، حيث يؤثر هـذا المرض في أعضاء الجسم المختلفة تأثيرا بالغا، وإذا كان الإنسولين نعمة، ونقصه نقمة، فإن زيادته عن المعدلات الطبيعية أيضا نقمة، قد تقضى على المريض .
يقول الدكتور وليام جانونج أستاذ علم وظائف الأعضاء بجامعة كاليفورنيا : زيادة الإنسولين تؤدى إلى انخفاض نسبة السكر في الدم، هذا الانخفاض يؤثر في الجهاز العصبي ما عدا في الأشخاص الذين يصومون لبعض الوقت. الجلوكوز هو الوقود الوحيد المستخدم بكميات معتبرة في المخ، ومخزون الكربوهيدرات في الأنسجة العصبية محدود جدا، والوظائف الطبيعية تعتمد على الإمداد المستمر بالجلوكوز.
عندما ينخفض مستوى الجلوكوز في الدم فإن القشرة المخية، ومناطق المخ الأخرى ذات المعدلات الأيضية المرتفعة تتأثر أولا، وتتبعها المراكز الخاملة، الأكثر بطئا في التنفس في منطقة داينكفالون والمخ الخلفي، ومن ثم فإن الأعراض القشرية المبكرة تتمثل في الارتباك والضعف والدوخة والجوع، تليها تشنجات وغيبوبة.
وإذا استمرت حالة انخفاض السكر في الدم فإن تغيرات دائمة تحدث بنفس الترتيب : قشرة المخ ثم داينكفالون ثم النخاع ، والوفاة تحدث بسبب خمود مركز التنفس، ومن ثم فإن العلاج السريع بالجلوكوز مطلوب، وعلى الرغم من أن الاختفاء الدراماتيكي للأعراض هو الاستجابة المعتادة، فإن الاضطرابات تتراوح من بعض التبلد العقلي إلى الغيبوبة الدائمة، التي قد تستمر إذا كانت حالة انخفاض نسبة السكر في الدم شديدة أوأنها استمرت لمدة طويلة .
انخفاض نسبة السكر في الدم محرض قوي للتدفق السمبتاوي ، وزيادة إفراز الكاتيكولامين خصوصا هرمون الأدرينالين، مما يؤدى إلى الرعشة، وخفقان القلب، والتوتر، ومن المحتمل أن يكون انخفاض نسبة السكر في الدم ناتجا عن زيادة النشاط السمبتاوي .
انخفاض نسبة السكر في الدم يقال أنه موجود عندما يكون تركيز الجلوكوز في الدم أقل من خمسة وأربعين مليجراما في الديسيلتر، لكن التركيز الذي تظهر عنده الأعراض متفاوت .
كاتب المقال :أخصائي الباطنة العامة بمستشفى الفيوم العام