الإخبارية – الوكالات:
توفي يوم الجمعة الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الأب الذي كان على رأس الولايات المتحدة في نهاية الحرب الباردة وحرر الكويت من القوات العراقية في عهد صدام حسين، وذلك بعد أشهر فقط على وفاة زوجته بربارا.
ونعت الطبقة السياسية الرئيس الأسبق مشيدة بالإجماع به.
وأعلن وفاة جورج بوش ابنه الرئيس الأسبق جورج ووكر بوش في وقت متأخر يوم الجمعة. وقال في بيان نشره الناطق باسم العائلة على موقع تويتر: «يحزننا أنا وجيب ونيل ومارفن ودورو أن نعلن وفاة والدنا العزيز بعد 94 عاما مميزة».
وأضاف جورج دبليو بوش رئيس الولايات المتحدة من 2001 إلى 2009 أن والده جورج هربرت ووكر بوش «كان من أرفع الشخصيات وأفضل أب يتمناه أي ابن أو ابنة».
وتأتي وفاة جورج بوش الأب بعد أشهر على وفاة زوجته لـ73 عاما بربارا بوش في ابريل الماضي. وقد كان في وضع صحي سيئ وأدخل المستشفى مرات عدة في السنوات الأخيرة. ولجورج بوش الأب خمسة أبناء و17 حفيدا.
وجورج بوش الأب هو ابن سيناتور وأصبح عضوا في الكونغرس ومديرا لوكالة الاستخبارات المركزية (سي آي ايه) ثم نائبا لرئيس الولايات المتحدة قبل أن يتولى الرئاسة من 1989 إلى 1993.
وهو والد حاكمي ولاية أصبح أحدهما وهو ابنه الأكبر جورج دبليو بوش رئيسا. وابنه الثاني جيب يعمل في السياسة أيضا وترشح للانتخابات الرئاسية التمهيدية للحزب الجمهوري في 2016، لكنه هزم أمام دونالد ترامب.
وتزامنت ولايته الرئاسية التي استمرت من 1989 إلى 1993 مع انتهاء الحرب الباردة. وقد أعلن في 1990 «النظام العالمي الجديد» وقاد حملة إخراج القوات العراقية من الكويت على رأس تحالف ضم 32 بلدا، لكنه رأى أن التدخل في الشرق الأوسط ينذر بفوضى قادمة.
ولم ينتخب بوش لولاية رئاسية ثانية وهزم في انتخابات 1992 أمام خصمه الديمقراطي بيل كلينتون.
ونكست الاعلام أمس السبت في الولايات المتحدة وبريطانيا تكريما لذكرى الرئيس الراحل.
ويجري تحضير جنازة رسمية للرئيس الأسبق، الشخصية البارزة في الحزب الجمهوري والذي أشادت به كل الطبقة السياسية الامريكية والعديد من قادة العالم.
وسيحضر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الجنازة الوطنية كما أعلن البيت الابيض أمس السبت. وتبدو هذه المشاركة لافتة بعد الرغبة التي عبر عنها السيناتور الجمهوري السابق جون ماكين في آخر أيامه بألا يحضر ترامب الى مراسم جنازته.
وأعلن ترامب الاربعاء المقبل يوم حداد وطني في الولايات المتحدة.
كما ألغى ترامب مؤتمرا صحفيا كان سيعقده في بوينوس آيرس حيث يحضر قمة مجموعة العشرين «احتراما» لعائلة بوش كما قال.
ونعى ترامب جورج بوش الأب مشيدا بـ«التزامه الثابت». وقال في بيان من بوينوس آيرس حيث يحضر قمة مجموعة العشرين: «بتميزه وروحه والتزامه الثابت بالإيمان والعائلة وبلده، شكل الرئيس بوش مصدر إلهام لأجيال من المواطنين الأمريكيين».
من جهته، أكد الرئيس السابق باراك أوباما أن «أمريكا خسرت رجلا وطنيا وخادما متواضعا»، مشيدا بعمله الذي سمح «بخفض آفة الأسلحة النووية وتشكيل تحالف دولي واسع لطرد دكتاتور من الكويت».
ورأى أن دبلوماسية جورج بوش الأب ساهمت في «إنهاء الحرب الباردة بدون إطلاق رصاصة واحدة».
ووجه أمير الكويت الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح رسالة تعزية الى الرئيس الامريكي، مشيدا بمواقف الراحل «التاريخية والشجاعة تجاه دولة الكويت ورفضه للاحتلال العراقي لدولة الكويت منذ الساعات الاولى»، مضيفا أن هذه المواقف «ستظل ماثلة في ذاكرة أهل الكويت جميعا ولن تنسى».
ووجهت قطر والامارات وسلطنة عمان رسائل تعزية الى ترامب وبوش الابن.
وقال الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون: «كان زعيما كبيرا وداعما قويا للتحالف مع أوروبا»، مضيفا: «باسم الشعب الفرنسي أوجه تعازي الى الأمة الأمريكية».
وقالت رئيسة الحكومة البريطانية تيريزا ماي: «كان رجل دولة عظيما وصديقا فعليا لبلادنا، وعبر عمله على إنهاء الحرب الباردة سلميا، جعل من العالم مكانا أكثر أمنا للأجيال القادمة، وعمل جنبا الى جنب مع اصدقائه وزملائه ونظرائه في المملكة المتحدة».
وقالت المستشارة الالمانية أنغيلا ميركل في برقية تعزية الى الرئيس دونالد ترامب: «ألمانيا تدين بالكثير لجورج بوش الاب. كان ترؤسه الولايات المتحدة الامريكية حين انتهت الحرب الباردة وباتت إعادة توحيد المانيا ممكنة بمثابة ضربة حظ في التاريخ الالماني. كان صديقا فعليا للشعب الالماني. أقر بأهمية هذه اللحظة التاريخية وقدم الينا ثقته ودعمه».
وقال الزعيم السوفيتي الأخير ميخائيل غورباتشيف: «كان شريكا فعليا، وكانت لنا فرصة العمل معا في حقبة تغيرات هائلة الأمر الذي أدى الى نهاية الحرب الباردة وسباق التسلح».