الإخبارية-محمد عمر
يعرف مدمن النيكوتين نفسه من عدة أمور فهو لايمكنه الإقلاع عن التدخين فلديه رغبة عارمة في العودة للتدخين، ويعاني من أعراض الانسحاب الجسدية والمزاجية كلما حاول الإقلاع عنه، ويستمر في التدخين حتى بعد إصابته بأمراض رئوية أوقلبية ناتجة عنه، ويرفض غالبا الذهاب أوالتواجد في الأماكن التي تمنع التدخين.
ويكمن سر الإدمان عامة في طريقة عمل الدماغ الذي يبحث عن المتعة ويبتعد عن الألم إذ تفرز المواد الكيميائية وتنتقل الإشارات العصبية داخل الدماغ والجسد البشري بحثا عن اللذة والإمتاع وعما يفقدها وينسيها المشاعر السلبية النفسية، وهو ما يتحقق في النيكوتين وغيره من المواد المسببة للإدمان.
المتلازمة الشفوية
تتعمد الشركات المنتجة للسجائر ومصادر التبغ المختلفة أن تقوم بصناعتها بطريقة تجعلها أكثر إدمانا، ويؤكد الأطباء أن النيكوتين مادة تسبب الإدمان مثل الكوكايين والهيروين تماما، بداية من اعتياد وجود السيجارة في اليد والفم وهو ما يسمى بالمتلازمة الشفوية إلى اعتياد وجود النيكوتين في الدم.
وتستمر شهوة الجسم إلى النيكوتين شهرا كاملا في حال توقف المدخن عن التدخين مما يصعب التخلص منه، وتزداد حدة الأعراض من الأرق والتعب والتهيج وكثرة الجوع وجفاف الحلق والإمساك والسعال رغم أن هذا السعال نابع من طرد الجسم للأدخنة المتجمعة على أغشية الممرات التنفسية إلا أن المدخن لايتحمل كل هذه الأعراض التي تزول مع عودة التدخين.
جانب نفسي
ترى بعض الدراسات أن عقل المدخن يربط ما بين إحباطات الحياة والمشكلات النفسية من جهة والتدخين من جهة أخرى، فيرى في التدخين علاجا مناسبا لكل الهموم ولايمكنه العيش من دونه، كما أن بعض الأشخاص لديهم استعداد جيني وراثي لإدمان النيكوتين أوغيره أكثر من الآخرين.
ولاتظهر أمراض ناتجة عن إدمان النيكوتين إلا بعد سنوات طويلة من التدخين مما يشجع المدخن على الاستمرار وعدم الشعور بالحاجة العاجلة للتوقف.
ويتسبب مخالطة المدخنين أثناء تدخينهم في إدمان النيكوتين، فيبدأ الشخص التدخين بعد أن أدمنه بالفعل، ويجذب المدخنون أصدقاءهم إلى هذه العادة القبيحة ويشجعونهم على دخول عالمها خاصة مع صغار السن والمراهقين قليلي الخبرة والذين يسهل التأثير عليهم.