الحكاية ليست لعبة كرة قدم ولا مجرد تحقيق بطولات وألقاب ولا تحقيق أو تحطيم أرقاما قياسية في دنيا المستطيل الأخضر ولا عالم الساحرة المستديرة .. الحكاية أكبر من ذلك بكثير .. حكاية شاب بسيط مؤمن بالله ومقتنع تماما انه منحه موهبة كبيرة يمكن أن يحقق من خلالها الكثير لنفسه وأسرته وعائلته وقريته التي نشأ فيها وبلده مصر بل والوطن العربي والإسلامي الذي ينتمي إليهم جميعا . .
لم يعد غريبا علي النجم المصري محمد صلاح أحد أبرز نجوم كرة القدم في إنجلترا والعالم كله أن يحقق أو يساهم في تحقيق إنجاز جديد .. بل تعودنا منه علي ذلك وانه يخطو خطوة للأمام يتلوها خطوات مذهلة ومبهرة .. ولا نملك في كل مرة إلا أن نقول الله أكبر .. ربنا يحفظك ياصلاح ..
في الساعات القليلة الماضية نجح محمد صلاح أن يكون حديث العالم كله بعد أن قاد فريقه ليفربول الإنجليزي في الفوز ببطولة أبطال أوروبا .. وحقق الحلم الذي كان يتمناه أن يكون اول لاعب مصري وعربي يفوز مع فريقه ببطولة أوروبا ويدخل تاريخ كرة القدم من أوسع أبوابه ويسجل اسمه بحروف من ذهب ويؤكد مقولة ( المجتهد يكسب ) .. نعم لأنه تحمل الكثير منذ أن رحل من مصر بداية من سويسرا مرورا بإيطاليا ثم إنجلترا ونجح في أن يخترق باجتهاده وصبره وعزيمته وهدؤه كل الحواجز وتخطي الصعاب وينطلق الي الأمام مؤمنا بموهبته الفذة ومقتنع أن سقف الطموحات ليس له حدود .. لم ينبهر بأوروبا ومغرياتها ولم يغيره المال الوفير الذي منحه له الله بل جعله أكثر انضباط والتزاما واجتهادا وشكرا لله .. فزاد الله من كرمه وحبب فيه ملايين البشر الذين يتغنون باسمه في مختلف قارات العالم ..
نتمني من الله أن ينجح محمد صلاح في قيادة المنتخب المصري للفوز بكأس الأمم الأفريقية التي تستضيفها مصر بعد أيام والتي ستشهد منافسات قوية في ظل مشاركة عدد كبير من المحترفين الأفارقة في مختلف دوريات أوروبا مع منتخبات بلادهم .. أتمني أن ينجح صلاح في رسم بسمة علي وجوه المصريين الذين يسعدهم نجاح ابنهم الغالي في أوروبا .. وينتظرون منه نجاحا جديدا يسعدهم ويعيد الثقة من جديد في المنتخب الذي كان في عهد المعلم حسن شحاته زعيما للقارة السمراء .. وفي الوقت نفسه يغير الصورة المتواضعة جدا التي ظهر عليها في مونديال روسيا التي خرج منها صفر اليدين وتلقي ثلاث هزائم ..