للمرة الأولى يتم في موسم حج هذا العام 1440هـ تطبيق نظام الخيام متعددة الطوابق في مشعر منى، من خلال مبادرة أطلقتها المؤسسة الأهلية لمطوفي حجاج الدول العربية، وذلك لتشييد مبان حديثة متعددة الطوابق في مشعر منى بهدف استحداث مساحات إضافية للسكن، والمستودعات المخصصة للمواد التموينية، بما يتوافق مع اشتراطات السلامة وسهولة الاستخدام.
المشروع يأتي ضمن جهود المملكة العربية السعودية للارتقاء بالخدمة المقدمة لضيوف الرحمن، وتحقيق رؤية 2030 بزيادة الطاقة الاستيعابية للحجاج والمعتمرين، وتم بتوجيه ورعاية وزير الحج والعمرة السعودي الدكتور محمد صالح بنتن، ومن هيئة تطوير مكة المكرمة والهيئة الملكية لمكة المكرمة والمشاعر المقدسة، ونال استحسان وتأييد الدفاع المدني، وسوف تبدأ معالمه مع بداية موسم حج هذا العام.
وكشف رئيس مجلس إدارة المؤسسة المطوف مهندس عباس قطان أن المشروع يعتمد على استغلال الارتفاع الرأسي للمشعر بالاستفادة من مواقع الخيام في عدة أجزاء بعضها مخصص للمطابخ، والبعض الآخر للخيام التي تقتصر عليها التجربة هذا العام، مبينا أن الطابق الأرضي يخصص لإسكان العمالة، واحتواء المواد التموينية التي يحتاجها ضيوف الرحمن خلال موسم الحج.
أضاف قطان: ونظرا للمساحة التي كانت تشغلها المستودعات المؤقتة التي تعد أساسية في خدمة الحجاج إضافة إلى مواقع العمالة تم استحداث طابقين في المساحة المخصصة لتجربة هذا العام ولدينا نية لاستغلال أدوارها العلوية في إسكان الحجاج، وهذه التجربة توفر مواقع إضافية لثمانية حجاج إضافيين في كل مخيم.
أوضح أنه تمت دراسة الموقع بالتعاون مع هيئة تطوير منطقة مكة المكرمة، واعتمدت للمبنى واجهات حديثة تتوافق مع التصاميم المعتمدة من قبل الهيئة لمشعر منى، إضافة إلى قابلية المبنى للفتح والتركيب مجددا في أي وقت.
بين قطان أنه لتحسين البيئة المخصصة لإسكان الحجاج وتطويرها عملت المؤسسة على تحويل جميع المكيفات بخيامها إلى فريون، وبناء أعداد إضافية من دورات المياه، وتزويدها كاملة بأدوات السلامة من رشاشات وكاشفات حريق.
وأشار قطان إلى أن هذا العمل يأتي ضمن توجه المملكة لزيادة البنية التحتية وتوسيع الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن، ومنها تطوير خدمات التغذية عن طريق استبدال الوجبات القديمة إلى وجبات معقمة، وزيادة أعداد دورات المياه بإضافة 10- 15 دورة مياه بكل مبنى.
نوه قطان إلى أن النمو الرأسي الذي تنتهجه المؤسسة في مشروعها للأدوار المتكررة يحتاج في مراحله المتقدمة إلى بنية تحتية قوية من أنفاق وخدمات وتوصيل الدعم اللوجستي لجميع المواقع، مبينا أن ما تستهدفه المؤسسة في الوقت الحالي خطة عاجلة، ومكاسب سريعة تستطيع من خلالها حل المعضلات التي تواجهها كل عام في المساحات والخدمات المقترنة بها من خلال إعادة توزيع الحجاج في المخيمات بما يتناسب مع المباني الجديدة وتقديم الخدمات لهم عن طريق تخفيف تكدس الحجاج في المساحات السكنية في المخيمات.
أكد قطان أن تقييم التجربة سيعطي المخططين والمطورين في المراحل المستقبلية نواة جيدة لانطلاقة أعمالهم في المضي بالمشروع إلى مراحله المتقدمة، لافتا إلى أن التجربة لو تم تطبيقها في جميع مكاتب الخدمات الميدانية التابعة للمؤسسة، والتي يصل عددها إلى 148 مكتبا ستكون مكلفة، ولكنها تستحق قيمتها مقابل إراحة الحجاج وتوسيع السكن الخاص بهم والخدمات المقدمة لهم، مبينا أن المؤسسة لا تسعى في هذه المرحلة لزيادة أعداد الحجاج بقدرما تهدف إلى تحقيق راحتهم ومضاعفة الخدمات الخاصة بهم.
تحسين البيئة
من جهته أوضح نائب رئيس مجلس إدارة المؤسسة الأهلية لمطوفي حجاج الدول العربية الدكتور محمد بن مصطفى بياري أن مشروع الأدوار المتكررة بمنى يشكل جزءا من النهضة والتطور الذي تعيشه المملكة من تحسين البيئة لحجاج بيت الله الحرام بدءا من المسجد الحرام إلى جسر الجمرات والمشاعر المقدسة، مشيراً إلى أن مشاركة مؤسسة مطوفي حجاج الدول العربية في هذه التنمية، تأتي للمشاركة في رؤية المملكة 2030، والتحول المؤسسي الذي بدأ ظهوره كواقع ملموس، كما تعمل المؤسسة على هذه الخطط للإسهام في تحويل مؤسسات الطوافة إلى شركات، إضافة إلى تحسين البيئة المهيأة للحجاج والبدء بنموذج ينفذ هذا العام، ويتم تقييمه من مختلف الجهات الحكومية المعنية قبل تعميمه على مشعر منى.
وبين بياري أن المشروع يعد أحد المشاريع الرائدة التي قدمتها وتنفذها المؤسسة ويتمثل في تصميم أدوار متكررة أعلى المطابخ ومواقع إسكان الحجاج بمشعر منى، وذلك لحل إشكالية توزيع الحجاج التي تواجه المؤسسة نظرا لمحدودية المساحة في المشعر.
أضاف بياري: تزامن مع اقتراح المؤسسة للمشروع تأييد الاقتراح من 3 جهات حكومية تتمثل في وزارة الحج والعمرة، وهيئة تطوير منطقة مكة المكرمة، إضافة إلى الهيئة الملكية لتطوير مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، قبل أن تتم ترسية المشروع بأكثر من مليوني ريال على إحدى الشركات الوطنية، ليتم تنفيذه بالقرب من الموقع المخصص للمؤسسة بمشعر منى قبل حج هذا العام 1440هـ
أوضح أن المشروع له مميزات عدة منها: توفير مساحات إضافية للسكن في منى، وتوفير مستودعات وثلاجات تبريد للمواد الغذائية، ومعالجة تأخير المواد التموينية بسبب حركة السير، كما أن جميع مكونات المبنى مقاومة للحريق، إضافة لقابلية المبنى للفتح وإعادة التركيب.