سادت حالة من الاستياء والغضب الشديدين بين مزارعي مركز البدارى بمحافظة أسيوط ، نتيجة للهبوط الرهيب في سعر محصول الرمان واحتكار المصدرين مما يهدد بخراب بيوت مزارعى الرمان بمركزى البدارى وساحل سليم ،مستنكرين عدم تدخل المسئولين لانقاذهم من تعرضهم للغرق وتركهم فريسة بين يدى المصدرين،خاصة في ظل أن المحافظة تحتل المركز الأول عالميا في انتاج وتصدير الرمان.
يقول علي سيد شعلان،أحد مزارعي الرمان،:“الدولة تركتنا فريسة في يد التجار،بيوتنا هتتخرب ومفيش حد سائل فينا ،شوية متآمرين يتحكمون في بلد كامل واقتصاد بالملايين ” ،مضيفاً أنه رغم أنهم في بداية جمع المحصول إلا أن المصدرين بدأوا يتلاعبوا بقوتهم مبكرا،فوصل سعر كيلو الرمان لثلاثة جنيهات ،مشيراً إلى أن هذا السعر سيكون بمثابة ضوء أخصر للمزارعين باقتلاع أشجار الرمان رغم أنها تمثل اقتصاد قومى للبلد عن طريق توفير العملة الصعبة بالملايين وتوفير فرص عمل لعشرات الآلاف حيث يعد هذا المحصول هو المنتج الرئيسى بل الأوحد لمزارعى المركز،مطالباً بسرعة تدخل جميع الجهات المعنية لوقف هذه المؤامرة التى يتعرض لها أهالى مركزى البدارى وساحل سليم.
ويضيف ضياء عبدالعال عمرو ،أحد مزارعى الرمان ،أنه كالعادة بدأ تجار ومصدرى الرمان احتكار السلعة وجعلها بأسعار بخسة لاتساوى عُشر ثمنها ،ومحاولتهم ضرب السوق مبكرا هذا العام ،مماجعل سعر كيلو الرمان يهوى من 6 جنيهات إلى 3 جنيهات خلال يومين ،مناشدا المسئولين انقاذ أهالى مركزى البدارى وساحل سليم قبل خراب بيوتهم ،ومطالباً من جميع مزارعى الرمان بالمركزين بالوقوف صفا واحد والاتحاد ضد هؤلاء المنتفعين –على حد وصفه- .
ويستنكر محمد اسماعيل سعدة ،أحد كبار مزارعي الرمان بالبداري،تجاهل الدولة والمسئولين ،لمحصول الرمان بالبداري وساحل سليم،والذي يُدر ملايين الجنيهات من العملة الصعبة التي تخدم البلد،مشيرا إلي أنه بدل أن تستفيد الدولة ويعود النفع علي المزارع ،تركوا هذا الكنز -علي حد وصفه-لبضعة من المنتفعين أو كما يطلق عليهم “المصدرين” يتلاعبوا بقوت رزق المزارع دون رقيب عليهم،مطالبا من محافظ أسيوط بسرعة عقد اجتماع مع مزارعي الرمان والمصدرين لوضع سعر محدد للمحصول حفاظا علي حقوق المزارعين.
ويوضح حسن عبدالعال عمرو، أحد مزارعي الرمان بالبداري، أن مركز البداري يتميز بامتلاكه تربة زراعية بها مقومات ومواصفات هيأتها لتكون أكثر المناطق إنتاجا لمحصول الرمان على مستوى الجمهورية، إذ تبلغ رقعة الأرض المزروعة بالرمان10 آلاف فدان، ومتوسط إنتاج الفدان 20 طنا، ومتوسط بيع فدان الرمان مزروع 60 ألف جنيه تقريبا، حتى بات يمثل الدخل الرئيسي لغالبية سكان البداري،مشيرًا إلي أنه رغم ذلك لا تولي الدولة اهتمامًا بهذا المحصول الاستراتيجي،وتترك المزارع وحيدًا ضد من يستغلون مصدر رزقه الوحيد.
وأشار أحمد محمد أبوالحديد،أحد كبار مزارعي الرمان، ، إلى أن مزارعي الرمان بالبداري حصلوا على الشهادة الدولية التي تؤكد جودة إنتاجهم من الرمان المصري وتوافقها مع لوائح الاتحاد الأوروبي، لافتا إلى أن المصدرين من جميع أنحاء العالم يأتون لشرائه بأقل الأسعار ولذا نأمل أن يتم إعادة إنتاج الرمان ومشتقاته في أسيوط لتعظيم العائد،وتدخل الدولة لحماية المنتج والمزارع ،مطالبًا وزير الزراعة واللواء جمال نور الدين محافظ أسيوط،وكافة المعنيين بالزراعة والفلاح ،التدخل سريعًا لإنقاذ مزارعي الرمان بأسيوط،مما يتعرضوا له من عمليات نصب واستغلال واضح للجميع ،دون أن يجدوا من يمد يد العون لهم.
من جانبهم طالب أهالي مركزي البداري وساحل سليم ، اللواء جمال نور الدين محافظ أسيوط،بضرورة التدخل سريعا حفاظا علي مزارعي الرمان من تعرضهم لجشع التجار ومنع بضعة أشخاص من احتكار هذا المحصول الاستراتيجي،الذي يُدر ملايين الجنيهات للدولة ويوفر العملة الصعبة للبلد.
جدير بالذكر أن سعر الرمان وصل لثلاثة جنيهات ونصف للكيلو الواحد خلال يومين فقط بعد أن وصل ل15 جنيها للأسيوطى و7 جنيهات للبلدى بسبب احتكار المصدرين له ،رغم أن موسم جمع الثمار لم يبدأ رسميا،وهو ماينذر بوقوع كارثة محققة ،وهو ما دفع أهالى المركز لاطلاق حملات تحث المواطنين على التوقف عن بيع محصول الرمان لمدة أسبوع واحد حتى يواجههوا المنتفعين من ذلك واللذين يريدون سرقة أقواتهم ،مطالبين بتدخل جميع المسؤولين لحمايتهم مما يتعرضوا له من نصب واحتيال من قبل حفنة قليلة من المصدرين في غياب الأجهزة المعنية.