الإخبارية- محمد شمس
يتسبب الإجهاد الوظيفي في أن يواصل المصاب إنجاز المهام المكلف بها في المنزل، وربما استمر على الأقل في التفكير فيها، وفي طريقة تنفيذها بشكل مثالي، ودون أخطاء.
ويشكو من يعاني من هذه الحالة من الإرهاق والتعب بالرغم من حصوله على عدد ساعات كافية من النوم، أوعندما يلجأ الشخص لتناول كمية كبيرة من الكافيين للحصول على النشاط المرغوب، أوفي حالة المعاناة للبقاء منتبها خلال العمل.
وتؤدي الإصابة بالإجهاد الوظيفي إلى التحول من الإيجابية إلى السلبية، فيركز المصاب على الجواتب السلبية، ويطلق أحكاما على الآخرين مع السخرية منهم.
ويتسبب هذا الاضطراب في انخفاض معدل الرضا لدى المصاب، وهو الأمر الذي ينعكس على أداء المهام المكلف بها، فيجد صعوبة في تنفيذها، وإذا انتهى منها لايكون راضيا عن أدائه لها.
ويفقد المصاب بهذه الحالة اهتمامه بذاته، ويهدد ذلك قدرته على أن يتخذ قرارا سليما، وربما كان السبب في ذلك انخفاض الثقة بالنفس.
احذر الإهمال
يهمل كثير من المصابين أوالمعرضين بشكل كبير للإصابة بالإجهاد الوظيفي علاج هذه الحالة، وذلك بالرغم من المضاعفات التي يمكن أن يتعرضوا لها.
وتبدأ هذه المضاعفات بالإصابة بالتوتر الشديد والتعب، والشعور بالأرق، وربما يضطر إلى العزلة وخسارة الأصدقاء، وذلك نتيجة الإفراط في العمل .
وتشمل مضاعفات هذه الحالة الإصابة باحد أمراض القلب أوارتفاع مستوى الكوليسترول، أوالإصابة بالنوع الثاني من السكري، وخاصة النساء.
ويمكن أن تصل الأمور في بعض الحالات إلى الإصابة بالسكتة الدماغية، وهناك من يقع في دائرة الإدمان، وبصفة عامة فإن الأمراض تتكالب بشكل جزئي وكلي على المصاب بالإجهاد الوظيفي.
ويجب ألا يتجاهل من يعاني من أعراض هذا الاضطراب الحصول على الرعاية الصحية لدى أحد الخصائيين النفسييين، وبالذات أخصائي صحة مهنية نفسانية، لأنه الأقدر على تشخيص الحالة وتحديد العلاج المناسب.
البداية
يبدأ علاج الإجهاد الوظيفي من خلال إدارة أسباب التوتر التي تؤدي إلى هذا الاضطراب، وذلك بأن يضع المصاب خطة يتصدى من خلالها لكل الأمور التي تسبب شعوره بالإنهاك المهني.
ويمكن أن يلجأ إلى مناقشة ما يثير القلق لديه مع رئيسه في العمل، لأن ذلك يمكن أن يغير من التوقعات أويعمل على الوصول إلى حلول وتسويات يتفق عليها، كأن يتم تقليل المهام أوتخفيف الأعباء الوظيفية، أومشاركتها مع الآخرين ممن يعانون أعباء أقل.
ويفيد في بعض الحالات التوجه لرئيس العمل من أجل توفير قدر أكبر من المرونة فيما يتعلق بأداء العمل وبالذات طالما كان الإنتاج مرتفعا، وذلك كأن يسمح بالعمل من مكان آخر غير المكتب.
ويطلب في الحالات التي تشعر باللامبالة أوالاستخفاف بالعمل بمراجعة مواقفها وأحكامها، مع محاولة إعادة اكتشاف جوانب المتعة في العمل.
فترات راحة
تعتبر من الأشياء المساعدة للتخلص من هذه الحالة الاعتراف للزملاء بالإسهامات القيمة لهم، وإتقانهم ما ينفذونه من مهام، كما يجب على المصاب شكرهم على المساعدات التي يقدمونها له.
ويجب الحرص على الحصول على فترات من الاستراحة خلال العمل، وكذلك الحرص على قضاء أوقات ممتعة بعيدا عن العمل، سواء في البيت أوخارجه.
ويساعد وجود دعم عاطفي أواجتماعي من الدوائر المحيطة، كالأهل والأصدقاء وزملاء العمل، على التغلب على التوتر والضغط ومشاعر الإجهاد، وذلك في الأوقات الصعبة، وينصح في بعض الأحيان بالاستعانة بأخصائي الصحة المهنية النفسية لتوفير الدعم.
وتعتبر الرياضة أحد أفضل السبل التي تساعد في التغلب على الإجهاد الوظيفي والتوتر والقلق الناتج عنه، ويجب على الشخص أن يدرس كل الخيارت المقترحة أمامه، مع الوضع في الاعتبار ألا يسمح للعمل المجهد أن يؤثر على صحته مها كان الأمر مكلفا.