الاخبارية – مسقط
أصبحت جائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب، من أهم الجوائز التي ينتظرها المثقفون والفنانون العرب؛ نظرا للمكانة الأدبية الرفيعة والقيمة المادية المجزية التي تحملها الجائزة وتتمتع بقدر عالٍ من النزاهة والاستقلالية، بفضل النظام الإداري المحكم الذي يتبعه مركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم ـ المشرف على الجائزة ـ في التعريف بالجائزة وشروطها والجولات التي يزور خلالها كبرى العواصم العربية ليلتقي بالمسؤولين عن الثقافة والفنانين والأدباء والمفكرين، ومن خلال تشكيل لجان تحكيم الجائزة بفروعها المختلفة، من كبار المثقفين العمانيين والعرب أصحاب الخبرة والتجربة العريضة؛ والمتخصصين كل في مجاله.
ولعل النجاحات الكبيرة التي حققتها الجائزة منذ انطلاقها في العام 2011م، وفاز بها عدد من أصحاب الإبداعات الحقيقية؛ الذين لا يختلف أحد على موهبتهم ومنجزاتهم، خلال دوراتها الثماني الماضية ـ شجعت مئات المبدعين العرب على الاشتراك بأعمالهم وسيرهم الذاتية، أملا في نيل شرف الفوز بالجائزة التي تحمل اسم السلطان قابوس، راعي الثقافة والفنون في عمان والعالم العربي؛ والذي بفضله تحولت السلطنة لمنارة ثقافية وفنية تضيء فضاءات المنطقة.
فلا ينكر منصف الدور الحضاري والمكانة الثقافية الكبيرة، التي حققتها عُمان خلال السنوات الماضية، ويكفي وجود أول دار أوبرا في منطقة الخليج على أرضها، بما تعرضه من أوبرات عالمية وباليهات مبهرة ومسرحيات غنائية راقصة، وعروض الأوركسترا السيمفونية لأشهر الفرق العالمية، بجانب الحفلات الغنائية لكبار المطربين العرب، والإقبال منقطع النظير على هذه العروض على اختلاف أنواعها، من جمهور يمتلك ذائقة فنية راقية ومحب للموسيقى والطرب العربي الأصيل، وأصبح من الصعوبة بمكان، الحصول على مقعد شاغر لإحدى حفلات أوبرا مسقط ببرنامجها الحافل الممتد على مدار العام.
كما نالت فنون السينما والمسرح والموسيقى والغناء، اهتماما حكوميا وأهليا بوجود العشرات من دور السينما الجديدة التي تعرض أحدث الأفلام السينمائية العالمية والعربية، ورعاية المهرجانات والملتقيات السينمائية والمسرحية والموسيقية المحلية والدولية، وتشجيع الفنانين الشبان على ممارسة إبداعاتهم الفنية، ومساعدة الفرق الأهلية على إنتاج أعمال فنية متميزة جديرة بأن ترى النور، ليتابعها الجمهور العماني المشجع للفنون بجميع أنواعها.
فاز بجائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب هذا العام، الفنان المصري علي الحجار في مجال الطرب العربي، والأديب العراقي محمد فرات في مجال أدب الرحلات، وكان للمبدعين المصريين نصيب لا بأس به في الحصول على الجائزة الرفيعة في دوراتها السابقة، فحصل عليها الموسيقار أمير عبد المجيد في العام 2013م في مجال الموسيقى، وهو فنان تربطه علاقة وطيدة بدار الأوبرا السلطانية وسبق له قيادة الأوركسترا الشرقي في الأوبريت الغنائي الدرامي “بردة البوصيري” الذي أنتجته دار الأوبرا وعرض في العام 2017م وحقق نجاحا كبيرا، كما توج بها عالم الاقتصاد والاجتماع الدكتور جلال أمين في دورتها السابعة عام 2017م، في مجال الدراسات الاقتصادية.