ظاهرة غريبة توقفنا عندها جميعا خلال الأيام القليلة الماضية وهي انتحار الشباب من الجنسين والتي تترك وراءها علامات استفهام وتعجب كثيرة .. واهم استفسار هو ماالذي دفعه أو دفعها للإقدام علي هذه الخطوة القاتلة التي تنتهي معها الحياة ويتحول الشخص الي ذكري ويترك خلفة الكثير من الحيرة .. ويشير الكثيرون الي ضيق ذات اليد والأزمات المادية ..
والحقيقة التي يجب أن نعلمها – من وجهة نظري المتواضعة – أن هناك العديد من المعطيات الواضحة يمكن أن تكشف لنا الأسباب الحقيقية للإقدام علي هذا التصرف الخطير .. أهمها أننا فقدنا القدوة في كل مكان .. في المنزل لم يعد الأب أو الأم في معظم الأحوال لديهم الوقت الكافي للتوجيه أو النصح والإرشاد .. وكل مايهمهم هو لقمة العيش وبالتالي لا توجد مساحة كافية لتعليم الأبناء الكثير من القيم والمبادئ المهمة التي تساعد علي خلق جيل منضبط ومتزن ..
ولا يختلف الحال كثيرا في المدرسة .. بل الأدهى من ذلك أن هناك معلمين ليس لديهم الاتزان النفسي الكامل وتنتقل حالتهم تدريجيا وربما بطريقة غير مباشرة الي الطالب الذي تحت يديهم فينشأ علي هذه الحالة وربما يصل به الحال الي الاكتئاب والانتحار .. لذلك من المهم جدا الخطوة التي بدأت تقوم بها الكثير من المدارس بإخضاع المعلمين لاختبارات نفسية قبل قبولهم وإسناد مهمة التدريس لهم ..
وهذا ليس بغريب لأنه حتي في انتخابات رئاسة الجمهورية يخضع المرشح لتولي هذا المنصب الرفيع والذي يحدد بقراراته مصير شعب كامل لكشف طبي متكامل يتضمن كشفا نفسيا لمعرفة مدي اتزانه وثباته ..
ويجب أن يكون هذا الكشف أمرا مفروضا علي كل من يتولون مناصب مهمة مثل المحافظين والوزراء وغيرهم .. فكل في منصبه يتخذ قرارات مهمة تحدد مصائر الناس وتجعلهم مابين راض أو ساخط .. فإذا كان صاحب القرار متزنا ولا يعاني من أي خلل نفسي لن يتسبب في إيذاء أحد ولن يكون وراء اكتئاب أو انتحار أحد ..
ويأتي دور الخطاب الديني الذي يعتبر حجر الزاوية في كل الأحوال وهو اذا كان معتدلا ووسطيا بعيدا عن الشطط والتطرف والتزمت سيكون مردوده إيجابيا جدا علي المتلقي وبالتالي سيأخذ بيده الي بر الأمان .. أما إذا كان غير ذلك فيمكن أن ينحرف به عن الطريق القويم ويصبح إيمانه ضعيفا وهشا للدرجة التي تجعله مع أي أنكسار أو تعثر يشعر أنه لايوجد اي شيئ له قيمة بالنسبة له و يقبل علي التخلص من أي شيئ حتي نفسه ويقبل علي الانتحار .. وهي غالبا الحالة التي نعيشها في الوقت الحالي الذي تعددت فيه حالات الانتحار خاصة بين الشباب !!
Hananghanem44@yahoo.com