أرسل لي الصديق حمادة بدران من أهالي اسنا محافظة قنا المحترمين ، رسالة يعاتبني فيها انني اتناول في مقالاتي جهود الأجانب الذين خدموا الإسلام والمسلمين سواء اعتنقوا الإسلام أم لم يعتنقوه . ومع اعجابه ،وهو الرجل الفاهم والواعي، بأهمية إبراز شهادات هؤلاء ودورهم في توضيح حقيقة الإسلام وفي توعية حتى المسلمين أنفسهم ، لدرجة انه طالبني بإصدارها في كتاب، إلا أنه دعاني لتناول نماذج مشرفة من المصريين من الأموات والأحياء الذين خدموا دينهم ووطنهم وأهاليهم وتجاهلهم الإعلام المصري .
ونبدأ اليوم بإذن الله بالحديث عن رجل من رجالات اسنا ، بعد أن أكدت المعلومات التي احتوتها رسالة صديقي حمادة بدران أن خدماته تتعدى بالعبادات إلى المعاملات وقضاء مصالح العباد. ويعود الفضل للشيخ محمد بيومي بارك الله في عمره إلى إعادة دور” الكتاتيب” في تحفيظ القرآن الكريم التي تم تغييبها ، مما اضطر الأهالي الذين يدركون أهمية تعليم أبنائهم القرآن الكريم ودوره في تقويم ابنائهم تعليميا وسلوكيا إلى الاستعانة بشيخ لتعليمهم بالمنزل مثله أي دروس خصوصية . ويعتبر حلا جزئيا لأن تعليم القرآن على سيدنا ووسط مساعديه ووسط الأقران في الكتاب له تأثير إيجابي أكثر تعليميا وتربويا فقد كان سيدنا يمثل بالنسبة للاطفال خط دفاع اول لارتكاب الأطفال لأي تجاوزات بسبب عقابه الصارم. وكانت عبارة ” حقول لسيدنا “التي تهدد بها الأمهات الأطفال كافيه لردعهم عن أرتكاب أي خطأ.
بتوفيق من الله نجح الشيخ محمد بيومي فى عودة كتاتيب زمان الى اسنا، وتمكن من تحفيظ الكثيرمن تلاميذه القرآن الكريم بأحكامه ، من بينهم 185 تلميذا حفظو القرأن كاملا وساعدوه في افتتاح كثير من مكاتب تحفيظ القران الكريم حتى بلغ عدد المكاتب أكثر من 36 مكتبا على مستوى المدينة وقرى الجنوب . ساهمت في تخفيظ الاف التلاميذ القرآن والقراءة والكتابة ، وواصل الكثيرين مسيرتهم التعليمية
حتى تخرجوا معلمين وـطباء ومهندسين وأئمة مساجد وفي شتى المجالات التي تخدم الوطن . فيستحق عن جدارة لقب ” أبو الكتاتيب ” في اسنا .
بدأ الشيخ محمد بيومي حياته مدرسا في مدرسة ساحل القرايا عام 1979 . وأنشأ كتاب داخل المدرسة لتحفيظ تلاميذ المدرسة القرآن قبل طابور الصباح تطوعا، كما كان يفعل معلمي الزمن الماضي يرحمهم الله . وعندما تزايد الاقبال ، قررافتتاح مكاتب للتحفيظ خارج المدرسة، وببركة الله توسعت الكتاتيب لتنتشر في اسنا وقراها فتفرغ لهذا العمل التطوعي بمساهمة الخيرين من الأهالي دون مساعدة او وصاية من أي جهة.
تميزت كتاتيب الشيخ محمد بيومي بانها تقبل جميع الأعمار من الأطفال والكبار أيضا لتشجيعهم على الحفظ . وكان يحفزهم على الاستمرار في الحفظ بعمل مسابقات عديدة طوال العام وتكون الجوائز على قدر حفظ عدد الأجزاء ، لو طفل صغير يحفظ سورة واحدة من قصار السور يخصص له جائزة مالية تشجيعا على الاستمرار حتى الحفظ كاملا.
وببركة القرآن والإخلاص في العمل اشتهر الشيخ بيومي وتلامذته على المستوى العام بفوزهم في مسابقات حفظهم القرآن الكريم الرسمية لوزارة الأوقاف والأزهر الشريف ، وحصولهم على المراكز الأولى على مستوى الجمهورية عدة مرات وتم تكريمه من رئيس الجمهورية .
كما يقوم الشيخ محمد بيومي بجهد مشكور فى الإصلاح بين أبناء قرى مركز اسنا وفض المنازعات .كما له مجلس مدح وانشاد فى رسول الله صلى الله عليه وسلم لإحياء المناسبات والأفراح بدون مقابل .
أكثر الله من أمثال الشيخ محمد بيومي وتلامذته المخلصين المجتهدين. وفي انتظار رسائل القراء الأعزاء لعرض النماذج المشرفة .