وقعت تركيا في شر أعمالها أمام العالم كله وتعرضت في مؤتمر برلين الذي انتهي مؤخرا في المانيا لمناقشة قضية ليبيا ومستقبلها لانتكاسة وسقوط ذريع بعد أن انكشفت نواياها امام القادة المشاركين في المؤتمر الذين ادانوا الإجراءات التركية الاستفزازية من أجل دعم حكومة فايز السراج في طرابلس ..
وأصبحت تركيا بعد انتهاء المؤتمر في مواجهة المجتمع الدولي .. وتلقي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان هزيمة ساحقة بعد أن أسفر المؤتمر عن نتائج كلها معاكسة تماما لما كانت تسعي إليه أنقرة ..
البيان الختامي طالب جميع القوي الدولية باحترام حظر تصدير الأسلحة الي الأطراف المتصارعة في ليبيا .. وهو ماوضع أنقرة في مأزق بعد الاتفاقية الأمنية والبحرية التي وقعها أردوغان مؤخرا مع حكومة السراج والتي سمحت بنشر قوات مدعومة من تركيا في طرابلس لحمايتها من هجوم الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر ..
ومن أهم الإيجابيات أن الكلام خلال المؤتمر كان علي المكشوف حيث طالب الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون أنقرة صراحة بالكف عن إرسال مرتزقة الي ليبيا وهو مايعني الإدانة الكاملة لتركيا واحراج أردوغان ..
ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل طالب ماكرون بضرورة المصادقة علي ماتوصل اليه مؤتمر برلين خاصة فيما يتعلق بوقف التدخلات الأجنبية وتعزيز وقف النار في مجلس الأمن ..
ولم تبتعد الولايات المتحدة الأمريكية كثيرا عن هذا الاتجاه الذي تبنته فرنسا مما زاد موقف تركيا سوءا
حيث أعرب وزير خارجيتها مايك بومبيو عن قلقه حيال وجود قوات اجنبية في ليبيا .. وزادت الأمور تأزما بالنسبة لأردوغان بتأكيد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون أن الوقت قد حان لوقف تدخل الوكلاء الخارجين في الحرب الدائرة بليبيا ..
وقال إن السلام في ليبيا يجب أن ترعاه الأمم المتحدة خاصة أن الشعب الليبي عاني بما فيه الكفاية ..
وبعيدا عن المحادثات الرسمية والجهود الدبلوماسية تلقي أردوغان صفعة علي المستوي الشعبي في برلين بمظاهرة نظمتها الجالية الليبية احتجاجا علي التدخل التركي في بلادهم وانضم للمتظاهرين أكرادا يعيشون في المانيا في رسالة تضامنية مع أبناء الجالية الليبية ضد التدخل التركي في ليبيا ورفع المشاركون في المظاهرة شعارات مناهضة للتدخل التركي ومطالبين أردوغان بسحب المسلحين السوريين من ليبيا .. وأكدوا تأييدهم للعمليات العسكرية التي يقوم بها الجيش الوطني الليبي بقيادة حفتر ضد المليشيات الإرهابية في مدينة طرابلس .. ويبدو أن كل الطرق أصبحت مغلقة في وجه أردوغان الذي تلقي ضربة موجعة بكل المقاييس في برلين ..