تأتى ذكرى ملحمة الشرطة منذ 68 عاماً وتحديداً الجمعة الموافق 25 يناير 1952 لتبرز بطولات رجال الشرطة الشرفاء ضد قوات الاحتلال الانجليزى دفاعاً عن وطنهم وشرفهم,إن الغضب الذى كان يتأجج داخل مشاعر الشعب المصرى تجاه الاحتلال الذى دام 70 عام والمطالبة بضرورة طردهم واعلان استقلال مصر ,لم ينفصل رجال الشرطة والجيش البواسل عن مشاركة الشعب المصرى هذه المشاعر,فهم ابناء الوطن ,حيث كانت قوات الشرطة تساند جهود الفدائيين الذين يملؤن الاسماعيلية ومدن القناة عاقدين العزم على طرد الاحتلال,وحينما نمى ذلك الى علم قائد القوات البريطانية فى الاسماعيلية والقناة, عقد العزم على كسر إرادة الشرطة المصرية وطردهم من هناك ,وبالفعل أرسل إنذار إليهم مطالباً إياهم بتسليم اسلحتهم الى القوات البريطانية وإخلاء معسكراتهم,وقد قُبل هذا الإنذار بالرفض من قبل افراد قوات الشرطة وتأكد هذا بعد رفض وزير الداخلية فؤاد باشا سراج الدين له وأمر قواته برفضه والتمسك بمواقعهم والمقاومة ضد أطماع المحتل وتصرفاته,وقد رفضت قوات الشرطة الانذار رغم علمها أن ميزان القوة ليس فى مصلحتها لا فى عدد الافراد حيث كانت قوات الشرطة حوالى 850 ضابط وجندى يواجهون 7 آلاف ضابط وجندى انجليزى أكثر تسليحاً وعتاداً من قوات الشرطة المصرية,وقامت القوات البريطانية بحصار مبنى المحافظة وثكنات بلوكات النظام الخاصة بالشرطة وفتحت النيران بكثافة سواء من المدافع والدبابات والقنابل وغيرها,الا أن قوات الشرطة لم تنسحب ولم تترك ارضها وشرفها وتهرب, بل استطاعوا ببنادقهم الخفيفه أن يوقعوا العديد من الخسائر فى قوات الاحتلال ما بين قتيل ومصاب,وقدمت الشرطة المصرية فى هذه المعركة تضحيات كبيرة حيث سقط 50 شهيداً و80 مصاب ,وفى نفس الوقت استطاعوا قتل 13 واصابه 12 من قوات الأحتلال ,أن بطولة هؤلاء الاحرار أجبرت قائد قوات الاحتلال على أداء التحية العسكرية لقوات الشرطة المصرية.
شكلت تلك الملحمة البطولية سمفونية تناغمت مع بداية فوران الشعب المصرى نحو ثورة 23 يوليو 1952 والالتفاف حول ابنائه من القوات المسلحة المصرية ,والنجاح فى طرد الاحتلال من مصر.
ثم إنطلقت الشرطة المصرية الى اداء دورها فى حفظ الأمن والنظام فى ربوع مصر,وازداد دورها بعد الاحداث التى وقعت منذ يناير 2011 ,حيث لم يعد دورها يتعلق بحفظ الأمن فقط بل أضحى لها دور أوسع يتعلق بحفظ الأمن الاجتماعى والسلم الإجتماعى, ومشاركة الشعب فى التخفيف من المعاناة الاقتصادية فى هذه الاوقات الانتقالية والصعبة ,ولازالت الشرطة على عهدها تقدم التضحيات من أجل حماية بناء الوطن من التطرف والارهاب .