هذه اللقاءات المتكررة والرحلات المكوكية لا يستهدف منها الرئيس عبد الفتاح السيسي ترسيخ معاني التآزر والتآخي فحسب بل هو حريص أبلغ الحرص على إقامة سياجات عديدة عالية المستوى لحماية الأمن القومي المصري ومنع أية ثغرات يمكن أن تتسلل إليه.
الرئيس السيسي أول ما يتحدث يتحدث عن الدور الذي يمكن أن يلعبه العرب جميعا لإجبار نتنياهو ورفاقه على الانصياع للرأي العربي المحترم..
الرئيس التقى خلال اليومين الماضيين كلا من الأمير مشعل الأحمد الجابر الصباح أمير الكويت ودارت بين الزعيمين حوارات صادقة وغالية القيمة والمعنى حول العلاقات بين البلدين الشقيقين وحول ما يحاك بالنسبة للإخوة الفلسطينيين وفي النهاية صدر البيان المشترك الذي نص على أن استقرار مصر إنما هو استقرار للكويت لأن أي دعم للشعب المصري إنما هو أولا وأخيرا لصالح الكويت.
وهنا اسمحوا لي أن أقول إن هذا الكلام يعكس رؤية صادقة وواضحة ومحددة المعاني ومعها الأساليب والغايات.
***
أيضا حضور أعضاء كلٍ من مجلس النواب والدولة الليبية للقاهرة وعقد اجتماع لإذابة الخلافات وتسوية القضايا المعلقة بين الطرفين تحت رعاية مصر وانطلاقا من مسئوليتها تجاه الإخوة والأشقاء والجيران كل ذلك جعل كلاً من مجلس النواب والدولة يعلنان عن بكرة أبيهما إنهاء الخلافات والنظر للمستقبل نظرة واحدة مشتركة .
وغني عن البيان أن الوصول إلى هذه النتيجة لا يستهدف مصالح الإخوة الليبيين فقط بل يمنع في نفس الوقت أية محاولات للإضرار بالأمن القومي المصري.
***
في نفس الوقت فإن عيني مصر لم تغفلا أبدا عن الإخوة السودانيين الذين اشتعلت بينهم الحرب وما كان ينبغي أن تشتعل ثم تمكنت منهم عملية الاغتيال والاغتيال المضاد وما كان يليق أبدا حدوثها بهذه الضراوة والوحشية.
وبكل المقاييس فإن تدخل مصر بالمحبة والمودة والنية الصادقة المخلصة قد أوجد نوعا من الأرضية المشتركة لإذابة الخلافات وإقامة جسور من الأمل والتفاؤل هي في النهاية تخدم الأمن القومي المصري وتحول دون المساس به من أي طرف من الأطراف .
***
على الجانب المقابل فإن السؤال الذي يدق الرءوس بعنف:
هل تضع إسرائيل في اعتبارها هذه الصحوة العربية الجديدة أم تظل نظرتها للعرب هي هي لا تتغير ولا تتبدل؟
الإجابة باختصار نعم وألف نعم..
إسرائيل تقيم وزنا ووزنا كبيرا للموقف العربي القائم على التضامن والتلاحم بل تسبقها أمريكا في هذا الصدد التي لا تطيق أبدا أي خلاف بينها وبين العرب ولا أي قطيعة مهما كانت الأسباب والمبررات..
لذا.. فسيظل بنيامين نتنياهو يرتعد خوفا وذعرا إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا.
والأيام بيننا..
***
و..و..شكرا