أرملة ثرية راقية مثقفة تخطت السبعين عاما،مهتمة بنفسها في وقار ،تبدو كأنها في العقد الخامس ، لم تنجب أبناء،تعيش وحيدة ،يتسرب إلى حياتها عن طريق الفيس بوك سبعيني ، شغل وظيفة راقية قبل إحالته للمعاش، بث لها شكاواه ،معاناته،تسلط امرأته،جحود أبنائه،تعاطفت معه ،ألح عليها في الزواج ،رفضت متمسكة بالعيش في سلام ، تكفيها ثروتها التي ادخرتها من وظيفتها الكبيرة ،إرثها عن أبيها ،معاش زوجها ، أخيرا رقت له ،وافقت على الزواج منه عرفيا بمعرفة أخويها،لم يدخر وقتا ،ولا وسعا في إماطة اللثام عن وجهه الحقيقي،رافضا الصرف على البيت ،ملحا في بيعها بعض ممتلكاتها ليبدأ مشروعا تجاريا،رفضت هذا كله برقي وحزم، أسبوعان مرا على زواجهما، أذاقها فيهما الذل ألوانا وأشكالا،مرددا محاسن زوجته ،جمالها ،رقيها ،تضحيتها في سبيله ،متباكيا على حضن أولاده الدافئة،طلبت الطلاق ، تم لها ما أرادت بسهولة ،فلقد اشترطت في الزواج العرفي حقها في تطليق نفسها ، واحتفظ أخواها بنسختي الزواج العرفي ،وألقى عليها يمين الطلاق،افترقا، بعد أن جرحها ،نال من سلامها الداخلي،ثقتها بنفسها،تاركا إياها أطلال روح،هاجمتها التجاعيد في ضراوة ،نالت منها ،أهملت نفسها ،ساهمة ،شاردة ،حزينة ، منكسرة،لكن مالبث أن تودد إليها محاولا الاقتراب منها ،ليستولي على أموالها ، مرتديا قناع الندم ،معللا أن ظروفه هي مادفعته لطلب مساعدتها إياه،ولكنها بخلت عليه ،وشكا من زوجته وأبائه ،وأنه مامدحهم إلا ليغيظها ،اعتذر ،بكى،توسلها لترجع إليه، مما ساعدها أن تتماسك،تشعر بقيمتها ،ثقتها في نفسها ،تعيش في تردد ،جلست أمام المرآة التي هجرت النظر فيها على صورتها لمدة طويلة،اندهشت من التجاعيد ،الهالات الداكنة حول العين،بالكاد عرفت نفسها ،فزعت ، ماذا فعلت بنفسي،لحظة ضعف دفعت ثمنها غاليا ،أسأت الاختيار،نعم ، نعم، ولكن فلأرجع لحياتي ،مامر مر عبث مداواته ،لكن اليوم والغد لي ، أمسكت بأدوات التجميل محاولة أن تسترجع بعضا من ملامحها.