تمتلك مصر الكثير من المقومات السياحية التي يمكنها أن تجذب ملايين من السياح، وتدر المليارات من الدولارات سنويا، ليس في قطاع الآثار فقط، ولكن هناك العديد من القطاعات السياحية، منها على سبيل المثال لا الحصر السياحة العلاجية، وهو كنز مهمل ومفقود، ولم يجد الاهتمام الكافي، ولم يستثمر الاستثمار المفروض قدر كفاءته وإمكاناته المتواجدة حاليا، حيث تمتلك مصر الكثير من المراكز الطبية عالية الكفاءة، والتي لها شهرة واسعة خاصة في مجال القلب والكبد والكلى وغيرها من التخصصات الطبية.
كما تمتلك أعظم المستشفيات على أعلى مستوى، وكذلك المستشفيات الخاصة ذات الخبرة الكبيرة، هذا بجانب ما تتميز به مصر في مجال الاستشفاء باستخدام النباتات في علاج بعض الأمراض الجلدية ومنها الصدفية وغيرها، والمياه الكبريتية في منطقة حلوان، والغمر بالرمال الدافئة في منطقة سيوة.
وللاستفادة من قطاع السياحة العلاجية على أعلى مستوى وتحقيق العوائد الوفيرة منه بمليارات الدولارات سنويا لتدعيم الاقتصاد القومي، لابد في البداية وضع استراتيجية وخطة قومية طويلة المدى تستهدف الارتقاء بهذا القطاع الطبي الحيوي والهام، وعقد مؤتمر عالمي، يتم دعوة فيه كل المختصين والمهتمين بهذا المجال في العالم، ويتم طرح خلاله كافة إمكانات مصر الكبيرة في هذا المجال، والتعاقد مع أكبر شركات التسويق والدعاية الخارجية لإعداد خطة دعاية كبيرة وشاملة يتم بثها في كافة وسائل الإعلام السياحية العالمية والطبية، وأن يتم توجيه نسبة من حصيلة هذه السياحة العلاجية للإنفاق على تطوير قطاع المستشفيات الحكومية للارتقاء بمستواها.
وحتى تؤتي هذه الخطة ثمارها لابد أن نحد قدر الامكان من السفر للعلاج بالخارج إلا في حالة الضرورة القصوى، وعدم توفر علاج لهذه الحالات بالداخل، حتي لايكون هناك دعاية سلبية للقطاع الطبي السياحي بمصر، وبذلك نضع مصر بالمكانة البارزة التي تستحقها في السياحة العلاجية ضمن الدول المتقدمة في هذا المجال على مستوى العالم وتكون موردا هاما للعملة الصعبة تضخ في الموازنة العامة للدولة