كتب عادل احمد
في عصر العولمة والتكنولوجيا الرقمية، أصبح الفيسبوك واحدًا من أبرز منصات التواصل الاجتماعي التي تجمع بين الملايين من البشر في مختلف أنحاء العالم. ورغم الفوائد الهائلة التي قدّمها في تقريب المسافات وتسهيل التواصل، إلا أنه أضحى أيضًا سيفًا ذا حدين، يحمل بين طياته تأثيرات سلبية أثّرت على الأسر والمجتمعات.
مع الانتشار الواسع للفيسبوك، ظهرت العديد من المشكلات الاجتماعية والنفسية التي أثّرت على بنية الأسرة وقيمها. فقد باتت بعض الأسر تعاني من التفكك بسبب سوء استخدام هذه المنصة، سواء من خلال العلاقات غير المشروعة، أو الانشغال المستمر بها على حساب الوقت الذي كان يُخصص سابقًا للعائلة.
من جهة أخرى، أدى الفيسبوك إلى تراجع القيم التقليدية التي نشأنا عليها. فالحياة الأسرية التي كانت تتمحور حول الحوار المباشر، والأنشطة الجماعية، باتت تتلاشى أمام ساعات طويلة يقضيها الأفراد خلف الشاشات. كما أصبح البعض يستخدم المنصة لنشر الشائعات، الإساءة للآخرين، والترويج لقيم لا تتماشى مع مجتمعاتنا الأصيلة.
تشير الدراسات إلى أن الاستخدام المفرط للفيسبوك يمكن أن يؤدي إلى اضطرابات نفسية مثل القلق والاكتئاب، نتيجة للمقارنات الاجتماعية والضغط النفسي الذي يفرضه “المثالية الرقمية”. كما أكّد خبراء العلاقات الأسرية أن وسائل التواصل الاجتماعي باتت تُعد من الأسباب الرئيسية للطلاق في بعض المجتمعات.
رغم ما يحمله الفيسبوك من مزايا في تسهيل التواصل ونشر المعرفة، إلا أن استخدامه المفرط وغير الواعي قد يترك آثارًا كارثية على الأسرة والمجتمع. لذا، يقع على عاتقنا مسؤولية التوعية بأهمية استخدام هذه المنصات بحكمة ووعي، والحفاظ على قيمنا الأصيلة التي تمثل جوهر مجتمعاتنا.
كيف يمكننا الاستفادة من الفيسبوك دون أن نفقد هويتنا الأسرية والاجتماعية؟ هل يمكننا تحقيق التوازن بين التكنولوجيا والقيم التقليدية؟