**كانت مباراة الأهلي وبيراميدز على ستاد القاهرة مناسبة أكدت للعالم كله ذلك الحب الشديد الذي يكنه الجمهور الوفي لفريقه النسر الأحمر العريق : هتافات ولافتات وأمنيات ودخلة تاريخية من الجمهور الذي احتشد في ستاد القاهرة بالآلاف ليؤكد للاعبينا الأساسيين والاحتياطيين أن هذا الجمهور يساندهم على الحلوة والمرة وان يتأثر بدعاوي العزال أو حاقدين وأن عليهم أن يردوا الجميل بتقدير قيمة الفانلة الحمراء التي يرتدونها ويتمسكون باستحضار روحها معهم في كل مكان : داخل مصر أو خارجها.
**وأضاف إلى هذه الصورة المزيد من الجمال : مشهد لن تنساه العين بحضور اللاعبين المصابين من الوسيم أبو علي حتى الجنرال طاهر محمد طاهر، جاءوا لمساندة الفريق أمام بيراميدز الخطير الذي علينا أن نعترف أن كعبه عال على الأهلي في العديد من المباريات وهذا أمر لا يرد إلا بالأداء الجيد في اللعب بداية من الاستحواذ وحتى الصمود وتأمين الدفاع.
**تفاءلت خيرا بهذا المناخ ، خاصة مع ظهور الصفقتين الجديدتين مصطفى العش والخواجة القادم من سلوفينيا جراديسار وزاد تقديري للخواجة كولر عندما لمحت على دكة البدلاء اللاعبين الشباب محمد عبد الله ومصطفى أبة الخير وحمزة عبد الكريم وكانوا جاهزين للنزول في أي وقت يحدده كولر الذي -والحق يقال- تعامل هذه المرة مع المباراة بعزيمة ويقظة واهتمام بالتبديل والتغيير، مؤكدا لي شخصيا أنه بعد أن لبت الإدارة طلباته في التعاقدات الجديدة( أو بدأت في ذلك ) فزال سوء التفاهم وأعاد الرجل حساباته، مؤكدا تمسكه بالأهلي كمكان وحيد لإظهار موهبته التدريبية وكإضافة كبرى لسيرته الذاتية في عالم التدريب..
**ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي سفينة الأهلي ومشجعيه إذ كشف الحكم محمود البنا عن وجه آخر يعادي فيه الأهلي أو ينتقص من حقوقه دون مبرر، حيث لم يوفر الحماية للاعبين واحتسب الكثير من القرارات العكسية كما بدا سعيدا بتسجيل رامي ربيعة هدفا -بنيران صديقة- في مرمى الشناوي، توج الهجوم المكثف من لاعبي بيراميدز خلال الربع ساعة الأول من المباراة وفهم الرسالة بأنهم يريدون الفوز بالثلاث نقاط للانفراد بقمة الدوري فيما هو آت من مباريات، خاصة بعد تراجع مدرسة الفن والهندسة إلى المركز الرابع بعد فوز سيراميكا على غزل المحلة اليوم واحتلالها المركز الثالث.
**كما تلكأ الحكم في الذهاب إلى الفار، محاولا تجاهل ضرب أحمد توفبق للاعب الأهلي كريم الدبيس واضطر إلى طرده بعد استدعاء الفار له، وأجبره الفار أيضا على احتساب ضربة جزاء كانت كفيلة بفوز الأهلي بعد عودته للمباراة بهدفين جميلين لرامي ربيعة و الصفقة السلوفينية سجلها في ٣ دقائق من الدقيقة ٥٢ ل٥٥ رغم أنه احتسب بسهولة ضربة جزاء محل شك لبيراميدز ،سجل منها مصطفى فتحي هدف التعزيز.
**على أية حال، بدا وكأن إرادة السماء تعتمد التعادل في مباراة اليوم بدليل توالي هجمات الأهلي في الثلث الأخير من زمن المباراة دون تركيز او حظ وامتدت إلى إضاعة إمام الموهوبين ركلة الجزاء المستحقة والتي اصطدمت بالعارضة ولم يكملها لاعب آخر إلى الشباك بل إلى الخارج.
**لا أستطيع توجيه اللوم إلى لاعبي الأهلي بعد تعادل اليوم، فقد استحوذوا وحاولوا، ليس فقط الأداء والسعي لتحقيق الفوز، ولكن في استيعاب القادمين الجدد، وبدا واضحا أن الجميع يريد العبور وتجاوز بيراميدز إلى القمة المفضلة وأن تأجيل ذلك جاء عكس إرادة اللاعبين والجماهير.
كما أن كولر -والحق يقال- كان يقظا وتخلى عن طريقته في التغيير المتأخر واستخدم ورقة البدلاء بإحساس الخبير.
**صحيح أن المباراة انتهت ببقاء الحال على ما هو عليه: بيراميدز الأول، يطارده الأهلي، وأن مباراة الأهلي القادمة أمام مودرن الاحد القادم ستحمل خبرا سارا يسعد الجماهير، ونسأل الله الهداية لحكامنا الموقرين.
صالح إبراهيم