بدأت ندوة حامية الوطيس ترأسها أحد الدلاديل الأرقاء الخاضعين الذين سلكوا التبعية والانقياد الأعمى والنفاق حتى الثمالة للنرجسي المحتل صدارة النادي الذي تأخر ،وحضرها بعض الضيوف من الأدباء الأجانب لمناقشة ديوان لأحدهم من الشعر الحر ، وقد حشروا لها في قاعة شبه شاغرة نفرا قليلا من الدلاديل ،وبعضا من موظفي المكان، ولما خلت المنصة له وحده حتى حين ، انتفخت أوداجه ،مهاجما بلا تحفظ ولاكياسة ولا دبلوماسية و بضراوة منقطعة النظير الشعر الحر ،وكتابه الذين وسمهم بالأدعياء ، أفاض في الحديث عن قوة الشكل العمودي في الشعرية المعاصرة وأن لا شعر سوي من الشعراء المحافظين أمثاله علي هذا الشكل ، وتبارى النفر القليل مختالين متغطرسين متكبرين في إلقاء شعرهم التقليدي الذي يخلو من روح الشعر ، تململ الضيوف وسط تصفيق واستحسان من مجموعة تعد على أصابع اليد الواحدة من الدلاديل وموظفي المكان ،استشعر الضيوف الحرج البالغ وهموا بالانصراف لولا حضور النرجسي الذي رحب بهم بكل ألفة ومودة ،وأخنف وفي حماسة بالغة مدح الشاعر والديوان ، بل وألقى شعرا حرا من نظمه وسط تصفيق الحضور وعلى رأسهم ذاك الذي ترأس الجلسة و ها هو بحماسة منقطعة النظير يمدح الشعر الحر من سيده النرجسي ، وكيف أنه شعره خير دليل على أنه أمير للشعر الحر ، وعرج على ديوان الضيف ثانية وأثنى عليه ، ووسمه بأنه فتح جديد في الشعر الحر لأنه كما يبدو استقاه واستلهمه من قراءته لشعر السيد النرجسي الذي أكد للضيوف أن تحقيق هذا السيد لاستقلاله تطلب إلغاء استقلالية العبد، مما خلق اعتمادًا متبادلاً ،وسط تصفيق الدلاديل ، وبعد تشارك الجميع الصور التذكارية ، انتهت ندوة تفوت ولاحد يموت .
