نعم طبيبة ،لقيطة ، تربيت في دار لرعاية الأيتام ،قيض لي ربي أن يقوم على رعايتي مشرفات فضليات شجعنني عاملنني كابنتهن ، خاصة بعد أن لاحظن تفوقي والتزامي العالي ،حتى تخرجت في كلية الطب وتلاقينا ،وتزوجنا بعد حب على مضض من أمك وشقيقاتك خريجات الجامعات ،اللائي تمنعن حتى عزف عن الارتباط بهن الشباب لتكبرهن ، كن يعاملنني بتأفف، ولا تفوتهن أي فرصة إلا ويمزقن مشاعري ويجرحنني ويعايرنني بأنني تربية ملاجئ ،لقيطة ،لا يعرفن لي أهل ،بلا أصل ،ولا حسب و لا نسب، لم يشفع لي أنني أم لأبنائنا ،لم أك ألتفت إليهن ماضية في الدراسات العليا والتي أكملتها بتفوق ، وقد تعسرت ولفظتها وهجرت الدراسة ورضيت أن تعمل ممارسا عاما ، لا أملك من حطام الدنيا إلا راتبي ،وكل ماكنت أتحصل عليه وضعته في منزلنا بين يديك ،فاشتريت سيارة لك وساهمت في أقساط الشقة التمليك التي ارتضيت أن تكون باسمك، كنت أذهب لعملي بالمواصلات ،لم أسيء إليك أو إليهن ،واليوم تريد أن تطلقني ، تعلم أنه ليس لي أهل و لا عزوة ، فلقد ظننتك عنوانا لتصالح الأقدار معي ، تزوج من شئت ،دع لي غرفة في شقتنا مع أبنائنا،لا تبعد عنهم أقم مع من تريد ان تتزوجها ،لن أسمح أن يتربوا بعيدا عني وعنك ، ولتسأل نفسك ،ماذا لو تبدلت أماكننا ،وكنت أنت اللقيط ،تربية الملاجئ، أي ذنب جنيته، أفق من غيبوبتك، لن أقاضيك ولن اشكوك إلا لله .
