بتكليفات رئاسية… 3 وزارات تستعد لإطلاق أكبر مشروع لغابات المانجروف في سواحل البحر الأحمر لمواجهة مخاطر التغيرات المناخية
كتب عادل احمد
قال الدكتور سيد خليفة نقيب الزراعيين ومدير مشروع استزراع غابات المانجروف بالبحر الأحمر الذي تموله أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا بوزارة البحث العلمي، بالتعاون مع وزارتي الزراعة ممثلة في مركز بحوث الصحراء، والبيئة ومحافظة البحر الأحمر ان مصر لديها خطة طموحة للتوسع في غابات المانجروف بإطلاق أكبر مشروعات لهذه الغابات علي سواحل البحر الاحمر للمساهمة في تحقيق قيمة إقتصادية تجنيها الدولة من هذه الغابات وتحسين الأوضاع البيئية في المنطقة لصالح السكان المحليين ومواجهة مخاطر التغيرات المناخية.
وأضاف “خليفة” في تصريحات صحفية الخميس إنه يجري تنفيذ مشروع لإكثار والتوسع في مساحات المانجروف بساحل البحر الأحمر، كأحد تكليفات الرئيس عبدالفتاح السيسي بتكثيف مشروعات السياحة البيئية، والاستفادة من المحميات الطبيعية في تحقيق هذه الأهداف، موضحا إنه تم إقامة 4 مشاتل لإكثار غابات المانجروف بمناطق سفاجا – حماطة – شلاتين بمحافظة البحر الحمر، ومحمية “نبق” بمحافظة جنوب سيناء لإنتاج حوالى 25 ألف شتلة مانجروف فى العروة الواحدة بمعدل عروتين سنويا، بإجمالي 300 ألف شتلة خلال فترة المشروع بإجمالي مساحة مستهدفة تصل إلي 500 فدان،
وأوضح ان التوسع في زراعة أشجار المانجروف علي ساحل البحر الأحمر يهدف لتعظيم إمكاناتها الاقتصادية والبيئية والسياحية التي تنعكس علي الاقتصاد القومي وتشكل أحد أركان تطبيق البحوث العلمية في هذا المجال الواعد الذي يشكل أيضا أحد الخطط الطموحة للدولة لتنمية شواطئها والاستفادة من الميزة النسبية للبحوث في تحقيق التنمية المستدامة.
وشدد مدير مشروع استزراع غابات المانجروف علي انه يأتي كأحد أدوات التنسيق بين العديد من الوزارات ومنها وزارت الزراعة والبيئة والبحث العملي للمساهمة في تحقيق خطط الدولة في التنمية المستدامة والحد من مخاطر التغيرات المناخية علي مصر وخاصة في المناطق الواعدة سياحيا بالبحر الاحمر،
وأوضح “خليفة”، انه يمكن الإستفادة من مشروع تنمية غابات المانجروف لأنها تعد أحد المراعي المتميزة لتغذية النحل، لإنتاج أفخر أنواع عسل النحل في العالم والأغلي من ناحية القيمة الغذائية فضلا عن إنه الأعلى سعرا في الأسواق الدولية، موضحا أن إقامة مناحل في هذه الغابات يوفر فرص عمل جديدة و تسويق منتجات المشروع وإنتاج عسل ذات مواصفات قياسية من غابات المانجروف بعيدا عن الملوثات والمبيدات و يساهم في الحصول علي منتجات عالية القيمة مثل حبوب اللقاح وانتاج الغذاء الملكي وانتاج طرود النحل وانتاج الملكات العذارى من ذوي الأسعار المتميزة
ولفت نقيب الزراعيين إلي إنه رغم الاستخدام المباشر لأشجار “المانجروف” في مصر لايزال محدودا حاليا لكن الاستخدام غير المباشر مثل الخدمات البيئية والسياحة البيئية موجود بشكل واضح نسبياً، مشددا علي ان المنطقة تحتوي علي أهم الانظمة البيئة التي يمكنها تغيير خريطة البيئة إيجابيا في حالة مواصلة التوسع في إقامة غابات المانجروف.
وقال “خليفة” ، ان التوسع في المشروع يساهم في الحد من مخاطر التغيرات المناخية، ويحول منطقة سواحل البحر الاحمر إلي أحد أهم الوجهات السياحية والبيئة، خاصة مع ارتباط المشروع بتحسين الاوضاع البيئة لأحد القري الريفية للصيادين والعاملين بمشروع زراعات المانجروف.
وأضاف، ان المشروع يعمل كمنطقة عازلة بين المنظومات الأرضية والبحرية ويحافظ علي الشاطئ ويحميه من التأكل بالإضافة للحماية من الغمر الناتج من ارتفاع مستوي سطح البحر وعن طريق ارتباط المانجروف بكائنات اخري مثل أعشاب البحر والشعاب المرجانية ويلعب المانجروف دوراً هاماً في الحفاظ علي الاستقرار والاتزان البيئي، موضحا ان الميزة النسبية لزراعة أشجار المانجروف تكمن في أنه ينمو علي الصخور المرجانية الساحلية وأيضاً في الشقوق والفجوات الموجودة بالصخر ويحتل المانجروف ايضاً دلتاوات الوديان ، حيث تتراكم الرواسب المحمولة بمياه الأمطار.
وأوضح خليفة ان بيئة المانجروف ترتبط بوجود الكائنات الحية من النباتات والحيوانات المصاحبة وبالتالي تعتبر مخزون للمادة الوراثية، حيث تعد أشجاره مأوي للطيور وللعديد من الحيوانات البحرية والارضية كما أنه يحمي الشواطئ من التآكل ومن ارتفاع مستوي سطح البحر المتوقع نتيجة ارتفاع درجة حرارة الارض، مشيرا إلي ان وجود المانجروف يؤدي الي الحد من الملوحة الزائدة وتصل درجة الملوحة للاراضي التي ينمو فوقها المانجروف لحوالي 50 جزء في الالف بينما تزداد بشكل مفاجئ في الأراضي المجاورة مباشرة لحوالي أربعة أمثال هذه القيمة وتتخلص أشجار المانجروف من الملوحة عن طريق الإفرازات والتخلص من الأوراق المسنة و الأعضاء المشبعة بالإصلاح.