كتب عادل أحمد
قال الكاتب والمحلل السياسى إسلام عوض أن ثلاثة دول فقط نجحت فى إختبار أزمة كورونا هى الصين وروسيا ومصر ، منوها بمواقف قيادات الدول الثلاثة التى مدت أياديها البيضاء لمساعدة الدول المنكوبة .
وأضاف عوض خلال لقائه فى برنامج مساحة للرأى المذاع على الفضائية المصرية الموجهة لأمريكا أن مصر بقيادة الرئيس السيسى اتخذت مواقف تستحق الإشادة فى كل ما يتعلق بالأزمة منذ بدايتها عندما أرسل طائرة تحمل قافلة طبية لتأمين إعادة المصريين العالقين فى ووهان الصينية وتوفير كافة الإمكانيات لرعايتهم فى منتجع صحى بمطروح ، ثم إيفاد وزيرة الصحة إلى الصين فى سابقة فريدة من نوعها ضمن قافلة طبية تحمل المساعدات والمستلزمات التى تسهم فى محاصرة الوباء وتقدم يد العون فى مواجهة هذه الأزمة ، بالإضافة إلى إرسال أطنان من المستلزمات الطبية الضرورية إلى إيطاليا للوقوف بجانب الشعب والحكومة الإيطالية فى محنتها .
فيما استنكر عوض مواقف أردوغان السادية التى كشفت عنها أزمة كورونا ، مشيرآ إلى أن ما فعله أردوغان بشأن منع إرسال صفقة وسائل الوقاية الطبية التى سبق التعاقد عليها مع إيطاليا فى وقت تحتاج فيه تلك الدولة المنكوبة من يمد لها يد العون ويقف بجانبها سقطة إنسانية لن ينساها العالم أجمع وستظل راسخة فى عقول شعوب العالم ، وأكد أن هذا الموقف يتسق تماما مع مواقف أردوغان المستمرة التى تستهدف دمار الدول والشعوب والاستيلاء على مقدراتها إستكمالآ لسياسة القراصنة التى تتبعها الدولة التركية .
وعقد عوض مقارنة بين مواقف الرئيس السيسى الإنسانية الراقية ومواقف أردوغان الرخيصة خلال تلك الأزمة وغيرها من أزمات ، مؤكدا أن مواقف الرئيس السيسي وتصريحاته دائما تحمل رسائل سلام ، لأنه دائما ما يدعو إلى التنمية والبناء وتغليب منطق الحوار والعمل من خلال سياسة الشراكة والعدالة والتعاون والتنمية ما بين دول وشعوب العالم .
وأكد أن أزمة كورونا كشفت هشاشة وضعف كل التحالفات الغربية وأثبتت أنها غير قادرة على مواجهة تلك الأزمة ، موضحا أن الدول المنكوبة وعلى رأسها إيطاليا وأسبانيا سوف تعيد النظر فى علاقتها بالاتحاد الأوروبى بعد أن صدمتهم مواقف الشركاء وتخليهم عنهم عندما طلبوا المساعدة .
وأوضح عوض أن العلاقات الإنسانية تأثرت كثيرا وكشفت عن وجه آخر للبشر يكرس تغليب المصلحة الذاتية الضيقة جدا دون النظر لأى مشاعر إنسانية ، ضاربا المثل بواقعة وفاة نزلاء إحدى دور المسنين فى أسبانيا على أسرتهم دون أن يجدوا أى مساعدة أو عون من أحد وهى أدنى درجات الإنسانية فى زمن كورونا .
وأشار عوض إلى أن إيطاليا تشهد حاليا تغليب أحد خيارين للمصابين بترك أحدهم يموت وإنقاذ الآخر لأنه لا توجد إمكانية لإنقاذ الإثنين معا ، معربا عن اعتقاده بأن أزمة كورونا تفرض على الإنسانية أن تعيد النظر فى علاقاتها البينية وعلاقاتها مع الله ومراجعة البشر ضمائرهم .
وشدد عوض على أن العالم الآن أمام لحظة تاريخية سوف تعيد تشكيل العلاقات الدولية وأنماط التحالفات وحسابات المكسب والخسارة بين الحلفاء بعد أن أغلقت معظم الدول حدودها على مواطنيها دون النظر إلى معاناة حلفائها .
وقال عوض أن الدول الكبرى مطالبة الأن بإعادة النظر فى أوجه الإنفاق الضخمة وتوجيه المليارات التى تغذى الصراعات إلى التنمية كما يطالب دائما الرئيس عبد الفتاح السيسي .
وأكد ضرورة تضافر الجهود الدولية لوقف إنتشار الوباء ودعم المشاريع البحثية والعلمية المتخصصة فى المخاطر الصحية والفيروسات وكذلك دعم منظمة الصحة العالمية ، مشيرآ إلى أنه ليس هناك ما يضمن توقف المخاطر أو أن كورونا سيكون آخر وباء .
وشدد عوض على أن الدول الأوروبية والعالم أجمع باتوا أمام لحظة تاريخية مطالبون فيها بإعادة النظر لتقييم مواقف الدول وقادتها وفق ما أفرزته أزمة كورونا التى أسقطت ورقة التوت عن الكثيرين بعد أن فضحت مواقفهم وطريقة تعاطيهم مع الأزمة .