إن التروى والتفكير بعمق في ما أحدثه ” كورونا ” من تهديدات لجميع شعوب العالم، جعلنى أبحث وأتدارس الأمر جيدا، حتى توصلت لهذه النتائج التي تؤكدها الدلائل القرآنية والتاريخية، فهيا بنا نغوص ونبحر للبحث عن حقيقة كورونا، أحد أخطر الفيروسات التى تهدد بقاء البشرية.
من هنا نبدأ حديثنا عن الفيروسات التى تعد أحد جنود الله فعندما نبحث فى قصة أبرهة الأشرم الذى صور له شيطانه الذهاب لهدم الكعبة المشرفة، وكان جزاؤه هو وجنوده الهلاك، عندما أرسل الله عز وجل ” طيرآ ابابيل ترميهم بحجارة من سجيل فجعلهم كعصف مأكول ” ، فالطير التى أرسلها الله لأبرهة وجنوده كانت تحمل في مناقيرها حجارة من سجيل ” جهنم “، بها كائنات دقيقة تسمي علميا ” فايروسات ” من النوع الذي يفتت خلايا الجسم ويلتهمها ، تلك “الفيروسات ” التى التهمت لحوم جنود أبرهة، وأجهزت على نصف جسد أبرهة الاشرم، وتركت نصفه الآخر ليعود لقومه فيكون عبرة لغيره لأنه عادى الله فى بيته، فتلك الفيروسات التى قال عنها العلماء إنها كائنات دقيقة التهمت أجسادهم كأنه لحم ممضوغ تفسيرا لقوله تعالى ” كعصف مأكول “، فكلما كان خلق الله دقيقا ازدادت خطورته.
ومن أبرهة الأشرم لنابليون بونابرت، قائد الحملات العسكرية الفرنسية فى القرن الـ 18، الذي هزمه الطاعون بعدما حملت جيوشه الجرثومة الفتاكة من أوروبا إلى الشرق لاسيما أثناء حصار يافا كما رافق سقوط الحضارة الإسلامية ، لذلك كتب « ابن خلدون » عن الطاعون فى كتاباته قائلا «انتقص عمران الأرض بإنتقاص البشر ، فخربت الأمصار والمصانع ، وخلت الديار والمنازل ، وضعفت الدول والقبائل ، وتبدل الساكن ، وكأن بالمشرق قد نزل به مثل ما نزل بالمغرب ، لكن على نسبته ومقدار عمرانه».
كما قال لويل ديورانت فى كتابه «قصة الحضارة» إن وباء الطاعون حدث مألوف فى تاريخ العصور الوسطى ، فقد أزعج أوروبا 32 سنة من القرن الـ 14، و41 سنة من القرن الـ 15، و30 سنة من القرن الـ «16»، ولكن ديورانت رجح أن يكون الطاعون قد جاء إلى أوروبا «مباشرة من الشرق الأدنى بواسطة الجرذان الشرقية التى ترسو على مارسيليا .
فالفيروسات هى من هزم الحملة الفرنسية ، عندما تجرأت الجنود والخيول على بيت من بيوت الله وهو الأزهر الشريف ، وداست على مصاحف القرآن الكريم والكتب الدينية ، وبالت وتفشلت عليها ، فأرسل الله لهم جندا من جنوده ، وهو فايروس الطاعون الذى أصاب جنود وخيول جيش نابليون دون أن يصاب أى مصرى ، رغم أنه وباء معد ، وكان بونابرت يشكل أكبر إمبراطورية في العالم وقتها ، ولكنه عاد مهزوما .
وعندما تقوم بزيارة خاطفة ” لمدام توساد ميوزيم ” الذى يكنى بمتحف الشمع بلندن ” ، وتستمع لشرح خبراء الآثار بالمتحف ، يحدثونك عن موت نابليون بونابرت وبيده كتاب قالوا أنه المصحف الكريم الذى أقتنع به بونابرت قبل موته وتحدث عنه قائلا ، أننى هزمت لإهانتى هذا الكتاب فى الوقت الذى لم يكن هناك جيش قادر على مقاومتى أو هزيمتى .
وإذا نظرنا لتكوين الفيروسات نجدها تتكون من شيئين فقط وهما غلاف بروتينى DNA أو RNA ، وهى عالية التخصص وجبرية التطفل ، أى أن الذى يصيب النبات منها لا يصيب الإنسان ، وهى أيضا لا تملك أى عضو من أعضاء الحياة ، فهى تتطفل على أى كائن حي وتتكاثر بداخله ، وهى منتشرة فى الكون لا نراها ولا ترى إلا بالميكرسكوب الإلكترونى الذى يكبر 200000 مرة ، ومنها أنواع كثيرة مثل السرطان وانفلونزا البرد ، وسارس “الإيدز” ، وإيبولا ، والطاعون وغيرهم الكثير واخرهم فايروس الساعة كورونا «كوفيد-19» .
وسوف نستعرض بها ضمن سلسلة مقالاتى القادمة، العالم ” رهينة” كورونا جند السماء ، أهم الأحداث التى دارت منذ ظهور كورونا فى العالم فانتظرونى .
فى كل شيء أرى آية تدل على أنه الواحد سبحانه وتعالى الذى أعز من كان له ذاكر وموحد.