وقد أضحت العودة من المحالات..
والحلم بها جريمة كبرى..
قال..
ربما يسدل الزمن ستائر النسيان..
وتستريح جوارح معذبة من ألف وجع..
من قبل أن يعرف الزمن قانون العدد..
من قبل أن تجف الصحف يا أنت..
وينتحر المدد..
وما زلت أنت..
ذلك السر الذي لا يحكي بيني وبين خافقتي..
أخفيك في خلاياي..
وتصر ملامحي إلا أن تفيض بك بوحا..
ولما كنا في زمن الأحلام المؤجلة..
،الأمنيات القاحلة كأرض موات..
والذكريات التي تولد فينا مع تجدد الأنفاس بلا انقطاع..
وكانت كل قصص الهوى محض سراب..
والبوح بالآهات غدا مهزلة..
كان لابد لي من اجترار أذيال الخيبة في صمت..
والرحيل بعيدا بعيدا..
إلى زمن آخر ،وموسم آخر لا يتكاثر فيه الخذلان داخل الضلوع فتضيق به ذرعا ولكنها عجزا لا تلفظه..
إلى زمن لا يكون فيه المد طوفانا غادرا يأخذ في سطوته كل ما يأتي عليه..
ولا ينكسر فيه الموج في نوبة الجزر مهزوما مخذولا..
إلى أرض لا يكون فيها الخريف موعدا لموت الأوراق التي سطرنا عليها يوما همس شفاهنا،وأحلامنا،وتطلعات قلوبنا ذات سهو..
وإلى حدود لا يكون فيها الصقيع ميعادا لتعرية الأرواح من أنيس كنا أسكناه بها زادا لفصول الشيخوخة الطويلة..
ونسيت يا سيدتي أنني وهما أعيد أحلام الطفولة..
ونسيت..
أن أمنيات الصغار قد تموت في عمق خوافقهم ولا ترى النور يوما..
وأن الكلام قد يسكت عن الكلام..
آملا أن يفوه الصمت القادم من زمن الندم..
بما عجز عنه البوح..
ونسيت أن أحلامنا نحن أبناء العجز تولد دوما على قيد الاحتمال..
فلا شئ فيها مؤكد أبدا..
ولكنني الآن..
لن أنسى أنك سر وجعي ودمعي..
،أنك تلك الظلمة التي أوقدت لها أطراف كفي شموعا..
فأحرقتني من طرفي إلى طرفي..
وحكمتني بالقطع جزاء الوصل..
،أنك تلك التي وهبتها روحي فداء”..
فكانت ذلك الرمح الذي أصاب خاصرتي..
وتركت لي النزف جزاء إخلاصي..
وكأن بشريتك أبت إلا أن يكون الجزاء على غير العمل..
وأن تكون النتائج على خلاف المقدمات..
وأنا الذي خلتك يوما من سلالة الملائكة..
هامتك النور..
،صمتك قداس..
،همسك صلاة..
،حضورك قنوت وقربى..
وقع أقدامك على الأرض عزف على وتر اشتياقي..
ضحكتك إحدى هبات الفردوس..
وطلتك فجر طال ليل انتظاره..
وأنا..
أنا الذي عشقت السراب في كفك..
تاركا خلفي حقيقة أن البشر فيهم من طباع الذئاب نيف..
ولكنك استأثرت به لتدميني..
وتنازلت عن ملائكيتك لتهبطي إلى أرض ال…..
ففيم قد يفيد العتب؟!..
والعطب قد طال أعماق الروح..
فصمت وعميت..
وهل بعد فساد الروح يرجى سمع أو بصر؟!..
عذرا..
فما كنت إلا محض بشر..
أيتها الهاربة من عمق وجعي..
إلى وجعي..
إلى أين تفرين مما كسبت يداك؟!..
كفاك عبثا..
كفاك..
فما كانت أرض القديسين يوما لمثلك..
ولولا سكرة قلب متيم بك..
ما وطئتها يوما..
قدماك..
فإياك..
أن تفكري بالعودة مرة أخرى إلى عمقي..
ثم إياك..
(نص موثق)..
النص تحت مقصلة النقد..
بقلمي العابث