أما لهذه الفوضى التى تقودها حكومة المتطرفين الصهاينة بقيادة نتنياهو رئيس وزراء الكيان من آخر..لقد فاض الكيل وطفح ؟
هذا هو السؤال الذي يشغل البال ويتردد على الالسنة ويجول في كل الاذهان بعد ان تجاوزت الامور كل حدود اللامعقول السياسي والانساني وكل الاعراف والشرائع الارضية والسماوية..
الحقيقة ان الاجابة سهلة للغاية لو توفرت الارادة السياسية وتتلخص في ثلاث كلمات فقط وهي واضحة للعيان لكن لا احد يريد ان يقترب منها وهي: الاحتلال والافلات من العقاب!
ايام العالم الحر الذي لم يفقد فيها انسانيته او لم يجبره احد على تجميدها لم يكن احد ليسمح بتطاول المعتدين خاصة عندما يتجاوزون كل الخطوط الحمر ويستبيحون كل شيء ويدمرون كل شيئ الانسان والجماد الحجر والشجر وكل ما تقع عليه عين..
صحيح كان هناك قوى استعمارية غاشمة وظالمة ولكن في المقابل كانت هناك قوى التحرر الوطني يساندها الاحرار والشرفاء في كل مكان على الكرة الارضية ولم يفت في عضد قوى التحرر والذين امنوا معهم ان قوى الاحتلال والاستعمار كانت ذا بطش شديد وانها امبراطوريات لا تغيب عنها الشمس او تملك من الاساطيل ما يمكنها من العبث على جناح الخافقين ولم يرهبها اي انواع القوة مهما بلغت ضراوتها ومع ذلك حققت قوى المقاومة النصر المبين واندحرت قوى الظلم والطغيان وزال الاحتلال .. وهذا هو المصير المحتوم مهما طال الزمن..
أدبيات الاستعمار ومآسيه كانت تشير دائما الى ان الاستعمار الفرنسي هو الاسوأ والاخبث بين انواع الاحتلالات.. لانه باختصار لم يكن يحتل الارض فقط بل كان يسرق الهوية الوطنية ويحاول طمس معالمها بمحاربة اللغة الاصلية للبلاد المستعمرة واستبدالها بالفرنسية ويستعين على ذلك بالقوة العسكرية وفرض برامج تعليمية وثقافية فرنسية..ورغم ذلك كان مصيره الى زوال ولحقته الخيبات في كل مكان خيبات مجللة بالعار والشنار..
ومهما قيل عن جرائم وويلات الاحتلال الانجليزي والاسباني والبرتغالي وغيره وما ارتكبوه من فظاعات في قارات العالم وما كان من سلب ونهب للخيرات والثروات.. الا ان العصر الحديث ابتلى العالم وهو يودع الحقب الاستعمارية المريرة بنوع غريب وعجيب من الاحتلال هو الاشد خبثا وفتكا ورغم انه يعتبر من بقايا القوى الاستعمارية الا انه اكتسب لقب اسوأ احتلال في العالم بشهادة كبار المفكرين الغربيين فضلا عن احرار العالم في كل مكان..
انه الاحتلال الصهيوني فهو احتلال استيطاني توسعي قائم على السرقة والاغتصاب لكل شيئ ارض وعرض واموال وارواح والكذب ولا يستطيع ان يعيش بدون اي من هذه العناصر لا يتوقف عن القتل والتدمير والاغتصاب لاي نوع من الحقوق لا يتوقف عن الكذب وقلب الحقائق لا يهمه قانون او اعراف دولية او غيرها والتالي فالاستهانة بكل شيئ هي منهج حياة لديه..
اتذكر تصريحات سابقة مهمة لمقرر اللجنة الدولية لحقوق الإنسان في الغذاء التابعة للأمم المتحدة الاسبق جان زيجلر وهي ان كانت منذ عدة سنوات الا انها لانزال تنطق وتصف ما عليه الاوضاع المهينة والمزرية الان..وهو ما يؤكد على الطبيعة الاجرامية والنزعات العدوانية المتأصلة في قادة الكيان الصهيوني ..زيجلرشن هجوماً عنيفاً على دولة الاحتلال الصهيوني معتبراً الكيان بأنه “نظام استعماري” وانه الوحيد في العالم الذي يرفض أي التزام بالقانون الدولي.
زيجلر وهو عالم وفيلسوف سويسري مرموق واستاذ جامعي وله دراسات عميقة ومؤثرة عن قضية الغذاء في العالم ويحظى باحترام دولي كبير قال بالحرف الواحد وفي اكثر من مناسبة وبوضوح “إن الاحتلال الصهيوني هو نظام استعماري وهو احتلال عسكري غير شرعي بالكامل من وجهة نظر الأمم المتحدة وإنه يستمر في ضم الأراضي الفلسطينية لذلك فهو الاحتلال الأسوأ في تاريخ الاستعمار”.“إن هذا الاحتلال يتسبب في الجوع والقهر الجسدي والنفسي”و“لكن هناك مقاومة فلسطينية” وقال ايضا: “ما لا أستطيع استيعابه هو تواطؤ الاتحاد الأوروبي مع الاحتلال الصهيوني إلى جانب الولايات المتحدة التي تحميه وتموله مع انه “ينبغي أن يكون لدى الأوروبيين حد أدنى من المبادئ”!!
المريب في الموقف العالمي خاصة امريكا والاتحاد الاوروبي وهم يصدعون العالم بالحديث عن الحريات وحقوق الانسان انهم وقعوا في ورطة كبيرة وفخ بالغ الخطورة فبدلا من الحديث والعمل على تصفية الاستعمار ووقف الانتهاكات للقانون الدولي وميثاق الامم المتحدة اذا هم اول من يعبثون ويعارضون ويرفضون تصفية الاستعمار بل ويحتضنون المحتل الغاصب ويدافعون عنه ويمدونه بكل ما يلزم من سلاح فتاك وعناد لتنفيذ مخططانه الاجرامية وتنفيذ الابادة الجماعية واغتصاب الارض وتهجير السكان وهدم بيوتهم وضرب القانون الدولي عرض الحائط وتدمير المساجد والمدارس والمستشقيات وممارسة حرب التجويع وحرمان الاطفال والنساء وكل الشعب من ادنى مقومات الحياة الانسانية..
لم يتوقف الامر عند هذا الحد بل امتد الى مساعدة مجرمي الحرب للافلات من العقاب ويتم ممارسة كل الضغوط الممكنة للتاثير على منظمات وهيئات العدالة الدولية حتى لا يتم اصدار قرارات الادانة والملاحقة الدولية على جرائم الحرب والانتهاكات ضد الانسانية..
الصورة العامة الان..لا احد يتحدث عن انهاء الاحتلال اللهم الا مجرد كلمة عابرة على استحياء في معرض الحديث عن اهمية حل الدولتين لانهاء العنف والبعض يقوله مشترطا موافقة المحتل على حل الدولتين وهو مايرفضه نتنياهو صراحة وبكل بجاحة..
والادهى والامر محاولات تحميل المقاومة الوطنية مسئولية ما يجري وضروة القضاء عليها!!
استمرار الاحتلال وافلات مجرمي الحرب من العقاب والحديث عن حل ما هو اشبه بمن يحرثون في قاع البحر المحيط..
والله المستعان..
megahedkh@hotmail.com