إشتقت لذاتي،
فوقفت أمام مرآتي..
لكي أراني…
راحت تُسائلني،
عن ماضي حياتي،
وعما هو آت..
عن أفراحي وآهاتي،
عن آمالي وخيباتي،
تذكرني،
بلهفتي..
عند اللقاء الأول..
بفرحتي،
بأقلام الحمرة والمِكحلِ..
بنشوتي،
من قصائد الحب والغزلِ..
آه يا مرآتي،
منك ومن ذكرياتي..
تعاتبني،
تحاصرني،
تقيم لي مجلسا،
تطلب فيه اعترافاتي،
تستدعي له كل انكساراتي،
لتزف لي نعي خساراتي..
مرآتي شاخت،
وبكل أسراري باحت،
كعجوز دنا منها الأجل،
فراحت تطلب وصية،
على عجل..
ما دهاك يا مرآتي؟
لم الخوف لم الوجل؟
بالأمس كنتِ في العشرين،
ترقصين للحب والحنين،
أما وقد بلغت الأربعين،
هل صرت تجزعين..
لخطوط عينيك والجبين؟
كلا، لا تحزني ولا تبكين..
فأنت شمس،
والشمس تشرق
في كل وقت وحين…
في نيسان كما تِشرين..
فتفضلي إذن..
واعتلي عرش السنين،
فأنت سيدة القصر،
وبيت القصيد…
المغرب