مَنْ يحرِرُ الكلمات من قيد الصمتِ،
وينفضُ الغبارَ عن رفوفِ الإيثارِ،
مَنْ يبصِر هذا الكَمَّ الهائلَ من صناديقِ
الوحدةِ داخلِنا،
مَنْ يطمئنُ أرواحًا باتت تئنُّ الخوفَ..!
وما يخيفنا إلا تلكَ العتمةَ المُتسرِبةَ من عتباتِ
كلماتٍ ترتدي ثيابًا من نورٍ، وتتدثرُ بحكمةٍ كاذبةٍ،
ما يربِكُ وحدتَنا تكالُبُ الأيادي الطاعنةُ لنقاءِ سريرَتِنا،
ما يخيفُنا عَدلٌ شِبه غائبٍ، وجورٌ جاثِمٌ علىٰ صدورِنا،
بغضٌ من فمِ مدفَعٍ، مُلغمٍ بابتِسامٍ زائفٍ، إنها الحياةُ،
المليئةٌ بالمتناقُضاتِ..!
وفي قبضةِ تلك الضغوطِ، تخونُنا الكلماتُ،
وتتلعثَمُ العباراتُ في فينٍ، فنلوذُ للبُعدِ، إنها قبضةُ
الحياةِ المؤلمةِ علىٰ سنينِ العمرِ المارِقةِ،
نحنُ المُتدثِرونَ بحصونٍ من نورٍ، لا يوجدُ بينَنا وبينَ
عقولِنا مساحةَ اختراقٌ لاغتيالِنا عن طريقِ الفِكرِ، أو نزعٌ
زائفٌ لثِقتِنا بذَواتِنا، تلكَ الأحلامُ شموعٌ مضيئةٌ وسطَ
العتمةِ، وهذا الأملُ أمنيةُ نجاةٍ، ونحنُ وسطَ حقولِ الألغامِ، ثمَةَ بصيصٍ مِن نورٍ يمحو دموعَ قيدِ الإمطار،إنها الأقدارُ
ترتِقُ ثوبَ الحياةِ المَثقوبِ، لتشرِقَ الإبتسامةُ علىٰ وجوهٍ
أغرَقَتها الدموعُ سنينًا عِجافًا..!