صغير هو..
جالس حكيما ذات يوم..
قال..
عظني يا سيدي..
قال يا صغيري..
لا تبتئس..
فكلهم غرباء..
لا يغرنك تشابه الوجوه..
والأرواح تنافرت..
ولا يغريك أن تتداخل الصور..
فكلها خيالات..
أو تتشابه الأسماء..
يا عزيزي..
كلنا نعبر سبيلهم ذات متاهة..
نعلق..
هناك في معبر الضيق..
كمن وشم منذ الميلاد بلعنة..
أو..
كمن بغدر على غدرهم باءوا..
نناديهم طوييييلا وما من مجيب..
الأبواب مغلقة وأقفالها صدأت..
والصد يناديك:
هيت لك..
لن يستجيبوا إذن..
مهما علا النحيب..
اختنق المدى..
وضاقت الأرجاء..
فلا تأسفن..
هم من ألف عام..
في غيهم تاهوا..
وضاع بغيهم الثمر والأفياء..
فانتحب هناك إن أردت..
أو فلتمت..
لن يسمعوك..
إن القلوب التي تناديها أعجمت..
ولى زمن البيان أيها المحموم..
فانتظر إلى حين..
ربما تتبدل الأهواء..
أو تغير اتجاهها..
الأنواء..
انتظر إن شئت..
إلى زمان غير الذي بليت..
ربما..
إن حنت أفهامهم جاءوا..
لم تنتظر الشتاء في غير موسم الهطول؟!..
والسنون عجاف..
وهل تأتيك بغيثها العجفاء..
قم يا عزيزي..
قد صمت الآذن من ألف لهو..
فلا تنظرن..
أن يرتاد دروبها الإصغاء..
مهما قضيت..
فلا وربك لن يؤمنوا..
مهما طال انتظارك..
ألف قهر..
الف شهر..
فلا يغريك البقاء قيد أكفهم..
دمية يلهون بها..
لا يغرنك دمع التماسيح..
ولا تنظرن أن يثمر وصلهم..
إرجاء..
مات الكلام يا فتى..
وانتهى نصحي..
لن تنبت قمرا..
ليلة دهماء..
نصح تحت مقصلة النقد..
هامش..
الأفياء:جمع فيء وهو الظل..
أعجمت:تحول لسانها وفهمها إلى غير لغة الكلام..
العجفاء:مفرد عجاف وهي السنة التي لا غيث فيها..
ليلة دهماء:شديدة السواد..
بقلمي العابث..