جاء رد الفعل المصرى على الاحتلال التركى الاخوانى لليبيا صريحا وواضحاً,فمصر دائما الاخ الشقيق الذى يفزع الى نجده الاشقاء وقت الشدائد والمحن ليس لمصلحة يريدها أو غنيمة يسعى لها وإنما فزعة العروبة والنخوة لحماية دماء الاشقاء والحفاظ على وحدة التراب العربى وأمن شعوبة, وهو الموقف التاريخى لمصر التى لطالما هبت لمساندة الشعوب الشقيقة من أجل نيل استقلالها من الاستعمار ,فقد عبر الرئيس السيسي خلال تفقده المنطقة العسكرية الغربية والوقوف على استعدادها لنجدة الاشقاء, أن أمن ليبيا هو جزء من الأمن القومى العربى والأمن القومى المصرى بصفة خاصة ,واستقرار ليبيا يعنى استقرار مصر,وأن تأخر مصر فى التدخل فى شؤون الدول الشقيقة كان احتراما لسيادتها واستجلاء الأمور واعطاء الفرصة للجهود السياسية ,لكنه ليس ضعف أو تردد فى اتخاذ القرار,لكن فى ظل التمادى والغطرسة التركية التى تنقل المرتزقة وفلول الارهاب من سوريا واسيا وافريقيا الى ليبيا وتستأثر بالقرار الليبى ولم يعد القرار الليبى حراً وإنما اصبحت الأمور تملى عليه بما لا يتوافق مع مصالح الشعب الليبى ووحدة أراضيه,وقد عبرت تلك الفلول الارهابية المدعومة تركيا أن هدفها ليس ليبيا فقط بل الانطلاق نحو مصر ودول اخرى فى المنطقة عبر مقاطع الفيديو التى انتشرت على وسائل التواصل الإجتماعى ,كما أن هدف أردوغان من التحالف مع حكومة السراج الاخوانية والذى يتمثل بكل وضوح فى نهب الثروات البترولية للشعب الليبى وليس حمايته, ويضاف الى ذلك عجز الدور الدولى عن تحقيق تقدم فى المسار السياسي فى ظل تبنى اردوغان لسياسة فرض القوة ,قد دعت مصر الى التدخل الذى يلقى الشرعية الدولية والقانونية ,ودعم الشعب الليبى وجيشة الوطنى,بل أن القيادة المصرية اصرت على أن يكون مشايخ ليبيا وعقلائها فى مقدمة وطلائع تدخل القوات ,وان تلك القوات سوف تنسحب فور تحقيق نتائج المسار السياسي وتحقيق استقرار الدولة ,والدعم العربى للموقف المصرى وبخاصة من الدولة الاماراتية والمملكة العربية السعودية والاردن وغيرها إنما يعبر عن التضامن والدفاع العربى المشترك ضد التهديدات الخارجية التى تحاك للشعوب العربية ,وتعبيراً عن أحقية مصر فى التدخل حماية لتراب الشعب الليبى وأمنة وحماية للأمن القومى المصرى, فتركيا التى لا تجمعها حدود برية مشتركة مع ليبيا ولا مصالح ولا حتى تاريخ مشرف,تتدخل بشكل مباشر فى ليبيا تحت ستار تحالف مشبوه مع حكومة اقلية اخوانية لا تملك شرعية عقد الاتفاقيات والتحالفات التى رفضها البرلمان الذى يعبر عن جموع الشعب الليبى وطموحاته,وإعلان القاهرة الذى صدر بشكل مشترك بين الجيش الليبى الوطنى والبرلمان الليبى إنما حاول وضع مسار سياسي من أجل استقرار ليبيا رفض من قبل اردوغان والحكومة السراجية المواليه له ,حان الوقت ليقول الشعب الليبى كلمته,ويتم مساندته من اجل استقرار دولته وطرد المرتزقة وقوى الاستغلال والاستعمار .