4 شباب جاءوا من القاهرة لقضاء يومين بالمصيف فغرقوا
والأسر المكلومة تتعرف على ذويها.. “غادة” تركت طفلين أحدهما رضيع.. وتحذيرات من ارتياد شواطئ العجمى
كتبت فاطمة يوسف
نجحت قوات الإنقاذ النهرى من انتشال جثامين غرقى شاطىء الصفا بالإسكندرية بعد أن لقى 4 أشخاص مصرعهم أمس لتسللهم إلى الشاطىء رغم عدم جاهزيته وإغلاق الشواطئ بكافة المحافظات نظرا للإجراءات الوقائية والاحترازية منعا لانتشار فيروس كورونا وبسبب ارتفاع الأمواج لقوا مصرعهم فى الحال.
الحادث المأساوي يقع على بعد أمتار من شاطئ النخيل الملقب بشاطىء الموت والذى لقى فيه 11 شخصا مصرعهم فيه بسبب نزولهم الى البحر، ولم تتعظ الأسرة القادمة من القاهرة تحديدا من منطقة منشية ناصر الى شاطئ الصفا من الحادث المأساوي، وبسبب عدم جاهزية الشاطئ بسبب الإجراءات الوقائية والاحترازية منعا لانتشار فيروس كورونا وارتفاع الأمواج لم يتمكنوا من الخروج من المياه وصارعوا الأمواج حتى لفظوا أنفاسهم الأخيرة.
وانتشلت قوات الإنقاذ النهرى بالإسكندرية جثة حنفي رجب، 30 سنة من شاطىء الصفوة غرب الإسكندرية كما تم انتشال جثتين لكل من محمد رجب حنفى، 15 عاما، وشقيقته غادة محمد حنفى والجثة الرابعة لابن خالتهم.
وتعرفت أسرة المتوفين على ذويهم وتم نقلهم إلى مشرحة الإسعاف لاستكمال إجراءات النيابة العامة.
استخراج جثامين ضحايا شاطىء الصفا (1)
ومن القصص المأساوية فى الحادث مصرع أم لطفلين ضمن ضحايا الغرق الأربعة وهى سيدة صغيرة فى السن لديها طفلين أصغرهما يبلغ من العمر 5 أشهر حيث ودعتهم قبل نزولها المياه وأطعمتهم ونزلت لتلقى بمصيرها وسط صريخ وعويل أسرتها
ومن جانبه، قال اللواء جمال رشاد، رئيس الإدارة المركزية للسياحة والمصايف بالإسكندرية، إن غرقى شاطئ الصفا أمس الخميس، تسللوا مبكرًا لنزول البحر قبل وصول الأجهزة التنفيذية ومفتشي الإدارة المركزية للسياحة والمصايف لإخلائهم.
وأضاف “رشاد”، خلال تصريح صحفي: “رغم وجود لافتة تؤكد غلق شاطئ الصفا، يصر البعض على التسلل ليلا وفجرا للشواطئ رغم إغلاقها وعدم وجود خدمات الإنقاذ”.
استخراج جثامين ضحايا شاطىء الصفا (2)
وصرحت نيابة العامرية أول بالإسكندرية برئاسة المستشار محمود زغلول رئيس النيابة، بدفن جثامين الغرقى واستكمال التحقيقات واستدعاء مسئولو الشاطئ .
من جانبه قال الدكتور رأفت محمد توفيق حمزة أستاذ مساعد بقسم تدريب الرياضات المائية بجامعة الإسكندرية، ومتخصص بالاتحاد الدولى للإنقاذ بمصر، فى تصريحات خاصة لـ”اليوم السابع”، إن شواطئ غرب الإسكندرية بحى العجمى تتميز بالخطورة المرتفعة فى السباحة خاصة لمن لا يجيدون السباحة فى التيارات المائية الشديدة، حيث يأتى شاطئ النخيل فى مقدمة شواطئ العجمى ذات درجة الخطورة المرتفعة، وذلك بسبب حواجز الأمواج الخاطئة التى تؤدى إلى زيادة شدة التيارات المائية “الدوامات” التى تسبب الغرق.
وأوضح الدكتور رأفت حمزة أن شاطئ النخيل به 6 حواجز أمواج فى عرض البحر على مسافة من الشاطئ بينها 7 فتحات للمياه تصب مباشرة فى عمق البحر، تلك الفتحات مع وجود الحواجز ومع شدة اندفاع الموج تؤدى إلى اندفاع المياه بشدة لتعبر من بين تلك الفتحات بعد أن صدتها حواجز الأمواج، وفى حالة انسحاب الموج لا يجد مخرجا أيضا سوى تلك لا فتحات فيخلق دوامات السحب مع كل موجة تنسحب إلى عمق البحر مرة أخرى، وتسحب معها أى شخص متواجد فى تلك المنطقة، مسببة الغرق واندفاع الجثة إما داخل عمق البحر وراء الحواجز، أو تحتجزها الكتل الصخرية لحواجز الأمواج، خاصة أن حواجز الأمواج بشكلها المدبب، خلقت كهوفا وممرات ضيقة ومظلمة أسفل تلك الحواجز .
استخراج جثامين ضحايا شاطىء الصفا (3)
أما عن ثانى أخطر شاطئ بالعجمى، فيقول الدكتور رأفت حمزة، إن الهانوفيل يحتل المرتبة الثانية بين مجموعة تلك الشواطئ فى صعوبة السباحة، بسبب التيارات المائية والمنطقة المفتوحة بلا حواجز، وهناك منطقة بشاطئ الهانوفيل تدعى “المقبرة” يصعب أى شخص مهما كان يجيد السباحة النزول فيها، لأنها تتميز بالخطورة الشديدة .
فيما جاء شاطئ “أبو تلات” فى المرتبة الثالثة ضمن أخطر 3 شواطئ بالعجمى، حيث أدت الطبيعة الجغرافية لهذا الشاطئ بالقرب من مصب نهر النيل لاختلاط مياه البحر بمياه النيل ووجود تيارات مائية شديدة، حيث اشتهر شاطئ “أبو تلات” بالدوامات المستمرة طوال أشهر السنة، ولا يسمح بالسباحة به لخطورته.
وناشد الدكتور رأفت حمزة، المواطنين خاصة مع اقتراب إجازة عيد الأضحى المبارك والارتفاع المتزايد لدرجات الحرارة، الالتزام بقرارات الدولة فى عدم النزول للبحر، خاصة أن الشواطئ مغلقة إذن لا يوجد بها خدمات إنقاذ أو إسعاف.
استخراج جثامين ضحايا شاطىء الصفا (4)
أما فى حالة صدور قرار بإعادة تشغيل الشواطئ، فشدد “رأفت حمزة” على ضرورة اتباع بعض التعليمات الخاصة بالسلامة، مثل النزول فى المناطق الآمنة الخاصة بالاستحمام والابتعاد عن مناطق الصخور أو الحواجز الخرسانية أو مناطق المعدات البحرية، والمراقبة الحسيسة للأطفال لأن الأطفال مسئولية ذويهم ويصعب على فرد الإنقاذ متابعة الشاطئ من الداخل ومن الخارج فى منطقة استحمام الأطفال الصغيرة، بالإضافة إلى اتباع تعليمات أفراد الإنقاذ إن وجدوا وإن لم يكون هناك أفراد إنقاذ من الممكن اتباع الإرشادات والتعليمات عن حالة البحر وحالة الأمواج ومراقبة الرايات والحذر من رفع الراية السوداء على الشاطئ، ما يعنى ارتفاع الأمواج وصعوبة السباحة والتعرض للغرق، كما ناشد المصطافين بعدم المخاطرة بحياتهم وحياه أبنائهم والنزول للسباحة فى الشواطئ الخطرة وفى مقدمتهم شاطئ النخيل .
وناشد جميع رواد الشواطئ الذين لا يجيدون السباحة عدم التعمق وضرورة عدم القفز دون علم عن طبيعة المكان لعدم التعرض للاصطدام القاتل، مع ضرورة عدم تخطى العلامات البحرية إن وجدت (الشمندورات) مع السباحة داخل المنطقة الآمنة.