المشهد في الغرفة يخيم عليه الحزن والبكاء ينظرون إليّ كي يلقون على نظرة الوداع وانا نائهة في عالم افتراضي لم أكن أراه من قبل اخذتني الذكريات إلى عالم الطفولة، وتذكرت كم كنت أبكي من أقل شئ وإلى اي مدى كانت اشياء بسيطة تجعلني احس بفرحة غامرة
ثم سافرت بيا الذكرى الي مرحلة الشباب ايام كنت اعشق تفاصيلها َوسرعان ما بدأت احس بضيق وكأن شئ ما يخرج من بين ضلوعي أهذه هي النفس التي بدات تستعد للقاء ربها لا انتظري ثواني معدودة احب أن اتذكر معكي ايام فرحتي مع أولادي، فهم ثمرة تعبي في هذه الحياة هم من عشت من أجلهم َ واتمنى ان تكون اللحظات الأخيرة مع صور تلتقطها الذاكرة لهم، نعم انا أراهم الآن في طفولتهم وشبابهم
اسمع ضجيج البكاء من حولي يملئ ارجاء المكان، هل هذه لحظات الوداع لقد مر العمر بي في لحظة لم أكن اتوقع انها بهذا الصغر ولكن إلى أين سأذهب هل سأحس بظلمة القبر؟ ام ان هناك مكان آخر ينتطرني، توقفت انفاسي الآن َ والصورة امامي بدت سوداء ذهبت إلى عالم لا أرى فيه شئ ولا أستطيع أن اسمع شئ، لقد كانت لحظة في منتهى القسوة لم اتمالك نفسي من البكاء على وداع الأحبة، سأفتقد الجميع، ها أنا ذا قد وصلت إلى خندق كبير، وإذا بي انظر حولي أجد امي تجلس في مكان بعيد ذهبت إليها كنت اتمنى ان انادي عليها واقول لها وحشتيني كثيرا يا أمي ولكن لساني عجز عن النطق شيء غريب هل نحن في عالم مسلوبين فيه الارادة؟
جلست بجانبها ولكن دون أن نتحدث ولكني اعلم انها تعرفني وتعرف اني ابنتها انا اعرفها جيدا ولكن لا استطيع ان انادي عليها بالطبع هذا نفس احساسها
نجلس جميعا في مكان واحد ومظلم كلنا نعرف بعضنا البعض ولكن لا أحد يستطيع الكلام
وفي هذا المكان وجدت شباك صغير مثل لعبة صندوق الدنيا التي كنا نسمع عنها ونحن أطفال صغار، هذا الشباك نافذة لنا على دنيا البشر نراهم من هذه النافذة من خلال طاقة نور تخرج من هذا الشباك ولكنهم لا يرونا، أهذا هو عالم البرزخ؟
نعم لقد أصبحت في عداد الأموات لذلك أنا مسلوية الارادة لا استطيع ان اتكلم او أشعر اريد ان احتضن امي وانادي عليها ولكني لا استطيع
اعلم اني سأظل حببسة في هذا المكان إلى أن يشاء رب العالمين
وفجأة وبدون سابق إنذار وجدت امي تغادر هذه الحجرة التي نتَواجد فيها جميعا، والمكان يزداد ظلمة، وإذا بي اصرخ صرخة لا يسمعها احد سواي، وفجأة استيقظت من نوم عميق
لا أعلم اذا كنت استيقظت في عالم البشر ام استيقظت في عالم آخر جديد على لم اعرفه
ولكن ستظل هذه الغرفة التي مكثت فيها بعض الوقت الذي لم استطيع حسابه لا تفارق ذاكرتي وستظل النافذة التي كنت اطل منها على عالم البشر في ذاكرتي
ولكن لم يفارقني أبدا احساس الحسرة الذي انتابني عندما لم أتمكن من سماع صوت امي او ارتمي في احضانها
وستظل لحظة مغادرتها لهذا المكان الذي كنا نتواجد فيه جميعا لحظة من الألم لا استطيع نسيانها
ولكني على يقين تام انني أما سافرت في عالم الأحلام إلى عالم البرزخ
او انني بالفعل في رحلة إلى عالم البرزخ