منذ أن يولد الإنسان وهو يتعرض إلى مواقف قد تظهر بل تؤكد انه مسلوب الإدارة
فهو لم يختار ابويه ولم يختار اسمه، ولم يختار حتى ملابسه
وتأتي مرحلة دخوله المدرسة التي تبدأ في سن مبكرة جدا لا يستطيع أن يحدد فيها المدرسة أو نوعية الدراسة التي سيلتحق بها، يظل هكذا ملكية عامة لأسرة هو خاضع لها ويجب عليه أن يمتثل لقراراتها.
وبعد أن تمر العشر سنوات الأولى يبدأ في الصراع النفسي ويطالب ان يكون له رأي ووجهة نظر وهذا ما نسميه في علم النفس بمرحلة المراهقة التي يحاول فيها إثبات الذات، يظل في صراع وصدام مع المحيطين به اما ان يمتثل لارائهم وهنا يشعر بفقد قيمة الذات
او ينفذ ما يريده َوبذلك يكون ابن عاق لا يسمع كلام والديه
حتى يكبر وينضج وهنا يدخل في دائرة أخرى من دوامة الحياة مرحلة الزواج وتكوين أسرة وعادة لا تمر هذه الفترة بسلام أيضا، فالأهل دائما يكون لهم رأي في اختيار شريك حياة ابنهم سواء كان شاب او فتاة، وبعد أن تمر هذه المرحلة ويصبح رب اسرة او ربة أسرة
ربما ينعم بالاستقرار بعض الوقت. ويبدأ في استنشاق هواء الحرية. يحس ان له وجود ورأي ولا يخضع لملكية أحد من الأشخاص
ولكن للأسف لا تستمر هذه الحالة كثيرا فبمعادلة حسابية بسيطة لو احتسبنا ان هذه الفترة تستمر من سن الثلاثين حتى سن الستين، تكون نسبة فترة الاحساس بالحرية حوالى ثلاثين سنة فقط من العمر
فبعد سن الستين او يمكننا أن نقول قبل هذا السن احيانا يبدأ الأبناء في التدخل في شئون آبائهم
قد ينتقد الابن اباه وقد تنتقد الابنة والدتها. َولا تعجبها تصرفاته وفي بعض الأحيان نسمع مقولة تتردد كثيرا “ده كبر وخرف”
ويبدأ الأبناء في ممارسة سلطة فرض الرأي على آبائهم
وفي بعض الأحيان للأسف الشديد يرفع البعض منهم قضايا حجر او يذهب بأحد والديه الي دار للمسنين.
وبعد عرضي المراحل التي يمر بها الإنسان منذ ولادته
أقف أمام سؤال يحيرني
هل نولد في هذه الحياة لنخضع لقانون الملكية العامة المحيطين بنا؟
هل كتب علينا الا نحس باحساس الحرية وأننا أصحاب قرار خاص بنا سوي فترة وجيزة من الوقت في حياتنا
عجيبة هي سنة الحياة ما أضعفك أيها الإنسان انك مخلوق تستحق الشفقة
لانه وكما يبدو بالنسبة لي انت تعيش حياتك كلها في صراع مع النفس تحاول أن تثبت فيه
“انك لست ملكية عامة”